النظام الكهربائي في القلب

يستمر القلب بالنبض وهو يضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. ومعدل دقات القلب هو في الواقع مقياس لعدد انقباضات حجيرات القلب التي تضغط الدم ليمر إلى الشرايين، ويتم التحكم به من خلال نظام كهربائي رائع.

النظام الكهربائي الذي يتحكم بعمل القلب هو مصدر فريد للطاقة يعمل بانسجام تام مع الجسم. يبدأ النشاط الكهربائي في منظم ضربات القلب الخاص بالجسم، المعروف باسم العقدة الجيبية الأذينية (SA)، في الجانب الأيمن من القلب، ثم ينتشر عبر القلب ويسبب انقباضاً في الحجرتين العلويتين (الأذينين). بعد ذلك تعمل مجموعة أخرى من الخلايا في وسط القلب، تُدعى العقدة الجيبية البطينية، على إبطاء الإشارة الكهربائية لضمان إغلاق الأذينين قبل دفع الدم باتجاه الحجرتين السفليتين (البطينين). ثم تُرسل الإشارة النهائية عبر ممر من الألياف في جدار القلب العضلي (وتعرف باسم ألياف بيركنيجي) لدفع الدم باتجاه الجسم.

يعمل هذا النظام الكهربائي بآلية معقدة لضبط إيقاع ومعدل ضربات القلب في المستويات المناسبة وضمان ضخ الكمية المناسبة من الدم إلى أنحاء الجسم. في حالة الراحة، تحافظ العقدة الجيبية الأذينية على دقات القلب في مستوى يتراوح بين 50 و 100 دقة في الدقيقة. أما في حال ممارسة الرياضة أو أي نشاط يحتاج إلى جهد، فإن الجسم يستجيب من خلال زيادة تواتر النبضات الكهربائية، فتتسارع دقات القلب لضخ المزيد من الدم الغني بالأكسجين، ثم يعود ليستجيب ثانية عند العودة إلى حالة الراحة من خلال تقليل وتيرة النبضات.

إن أي خلل في هذا الإيقاع قد يكون خطيراً، خاصة في حال حدوث تسارع غير متوقع في دقات القلب. إذاً، كيف يمكن معرفة ما إذا كانت الحالة طبيعية أو مثيرة للقلق؟

أنواع اضطراب نظم القلب

تُعرف حالة الخلل في إيقاع دقات القلب باسم اضطراب نظم القلب الذي يُصنَّف في عدة أنواع مختلفة ناجمة عن زيادة معدل دقات القلب أو نقصانها:

• اضطراب نظم القلب فوق البطيني: يبدأ في الحجرتين العلويتين في القلب (الأذينين)
• اضطراب نظم القلب البطيني: يبدأ في الحجرتين السفلتين في القلب (البطينين)
• اضطراب تباطؤ دقات القلب: قد ينجم عن مرض في النظام الكهربائي في القلب

تغيرات طبيعية

معظم التغيرات التي تطرأ على النظام الكهربائي للقلب وتؤدي إلى تغير في معدل دقات القلب تكون عادية غير مؤذية وتحدث بانتظام في القلب الصحي والطبيعي. فعند ممارسة الرياضة تحتاج أعضاء الجسم إلى كميات أكبر من الأكسجين، لذلك يرتفع معدل دقات القلب لتلبية هذه الحاجة. كما يمكن أن ينجم هذا التغير عن بعض المواد، مثل الكافايين والنيكوتين والكحول وبعض أنواع الأدوية كأدوية السعال والرشح. وكذلك يمكن أن تؤدي ردود الفعل حيال بعض المواقف، مثل الصدمة والخوف والجهد، إلى اضطراب في دقات القلب.

الحالات المثيرة للقلق

يكون التغير في معدل دقات القلب مثيراً للقلق في حال تكرر أو حدث بشكل مفاجئ جداً أو إذا كان غير عادي، وعندما يترافق مع أعراض أخرى، مثل الألم في الصدر أو الدوخة، يجب استشارة الطبيب فوراً.

كما يجب استشارة الطبيب عند حدوث هذا التغير في حال وجود تاريخ لتشوهات القلب أو للإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية لدى الشخص نفسه أو لدى أحد أفراد عائلته، أو في حال المعاناة من ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو الخضوع لأي جراحة قلب سابقة.

النظام الكهربائي الذي يتحكم بدقات القلب هو نظام رائع يعمل دون أي أخطاء، ولذلك يجب استشارة الطبيب عند حدوث تغير في إيقاع هذه الدقات لا يكون ناجماً عن النشاطات المذكورة أعلاه.