لماذا تتجنب النساء إجراء فحص تنظير القولون والمستقيم؟

يُعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في دولة الإمارات، ويمثل أحد الأسباب الرئيسية للوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان.

في المقابل، يُعد سرطان القولون والمستقيم أحد أكثر أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها، حيث يُمكن علاج ما يصل إلى 90٪ من الحالات بنجاح إذا تم اكتشافه مبكراً. تُعد الفحوصات الروتينية أفضل طريقة لاكتشاف المرض مبكراً، مما يمنح المرأة فرصة أفضل للتغلب عليه.

بالرغم من ذلك، غالباً تُحجم العديد من النساء عن إجراء هذا الفحص، توضح أخصائية أمراض الجهاز الهضمي لدينا، الدكتورة باسكال أنغليد أسباب ذلك.

أهمية فحص تنظير القولون والمستقيم

دعوناً أولاً نلقي نظرة على أسباب أهمية فحص تنظير القولون والمستقيم. تقول الدكتورة أنغليد: "غالباً لا تظهر أعراض سرطان القولون والمستقيم إلا في المراحل المتأخرة من المرض، للأسف عندما يكون من الصعب علاجها، لذلك يُمكن أن يساعدنا إجراء الفحص في اكتشاف المرض في أقرب فرصة ممكنة، وذلك في المراحل الأولى من المرض أو قبل أن يتطور، مما يمنح المرضى فرص أفضل للعلاج والبقاء على قيد الحياة ".

يتم إجراء الفحص عن طريق تنظير القولون، وهو المعيار الذهبي للوقاية من سرطان القولون والمستقيم. إن التقدم في التقنيات المُستخدمة في تنظير القولون خلال السنوات الأخيرة يجعل سرطان القولون والمستقيم أحد أكثر أنواع السرطان التي يُمكن الوقاية منها، مما يمنح المرضى فرصة لإزالة الزوائد اللحمية قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية.

تأخير الفحص بعد فوات الأوان

على الرغم من الفوائد التي ينطوي عليها إجراء تنظير القولون والمستقيم، والتي قد تُسهم في إنقاذ حياتك، لا تزال الدكتورة أنغليد وزملاها في كليفلاند كلينك أبوظبي يلاحظون إحجام بعض النساء عن إجراء الفحص، حيت تأتي العديد من النساء لأول مرة عندما يكون المرض في مرحلة متقدمة وعلاجه أكثر صعوبة.

تقول الدكتورة أنغليد: "لسوء الحظ، نرى العديد من النساء المصابات بسرطان القولون والمستقيم في مراحله المتأخرة، وهو الأمر الذي كان من الممكن تفاديه بالفحص الروتيني. في كثير من الأحيان تتجنب النساء إجراء تنظير القولون بسبب عامل الخوف أو الإحراج.

"قد تخشى النساء إجراء فحص منظار القولون لعدة أسباب، بما في ذلك طبيعة الإجراء نفسه، لكن في حقيقة الأمر لا يوجد ما يستدعي هذا الخوف. إن هذا الاجراء غير مؤلم، كما يبذل فريقنا قصارى جهده لإراحة عقل المريض من خلال شرح الإجراء بأكمله له مُسبقاً "تشرح الدكتورة أنغليد. "الخوف من الأخبار السيئة هو سبب آخر لجعل النساء يتجنبن هذا الفحص، هذا مفهوم تماماً، لكنني دائمًا أخبر مرضاي أنه حتى لو اكتشفنا وجود زوائد لحمية، فهذا أمر جيد، حيث يمكن استئصالها عادةً قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية. من الأفضل دائماً الكشف عن المرض مبكراً حيث يُمكننا معالجته، بدلاً من تركه بعد فوات الأوان ".

بيئة مريحة

قد تشعر بعض النساء بالحرج من فكرة إجراء تنظير القولون. يضم فريق التنظير الداخلي في معهد أمراض الجهاز الهضمي في كليفلاند كلينك أبوظبي أخصائيات تحت قيادة الدكتورة باسكال أنغليد، وذلك بهدف مساعدة المرضة من النساء على التخلص من هذه المخاوف.

في هذا الصدد، تقول الدكتورة أنغليد: "يضم فريق التنظير الداخلي لدينا مجموعة من الممرضات والأطباء والموظفات الإداريات وجميعهن من النساء. هدفنا جعل الإجراء مريح قدر الإمكان للمرضى من النساء. نحن نحرص على توفير رعاية عطوفة في بيئة تراعي الاختلافات الثقافية، ونهدف بذلك إلى تشجيع النساء على الحضور لإجراء الفحص الذي يمكن أن ينقذ حياتهن ".

للوقاية من سرطان القولون والمستقيم، يُوصي الأطباء بإجراء الفحص الروتيني لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا. إذا كنت من ضمن الفئات المعرضة لخطر الإصابة، يجب إجراء الفحص مرة كل عام.

إذا كان عمرك يزيد عنن 40 عامًا، سارع بحجز موعك اليوم لإجراء تنظير القولون الذي قد يُنقذ حياتك.