بعد علاجها من حالة دماغية خطيرة على يد الأطباء فيه، عادت مغنية السوبرانو لويز رايان إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، ولكن هذه المرة للغناء وليس للعلاج، حيث قدمت أغنياتها في معرض المستشفى يوم الأربعاء 16 أكتوبر، وذلك في لفتة أرادت من خلالها أن تعبر عن شكرها وتقديرها للعاملين في المستشفى الذين ساهموا في إنقاذ حياتها وذلك تزامناً مع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي للسكتة الدماغية.
في فبراير 2018، أصيبت رايان بنزيف تحت العنكبوتية، وهو شكل غير شائع من السكتة الدماغية ينجم عن انفجار أم الدم في الدماغ ويؤدي إلى الوفاة في نصف الحالات تقريباً، كما يمكن أن يسبب العجز الدائم، مثل الشلل أو فقدان الرؤية أو النطق، وهو ما كان سينهي مسيرتها الفنية والمهنية.
تستعيد رايان ذكريات تلك التجربة الصعبة وتقول: "كنت في صالة الألعاب الرياضية مع زوجي، وفجأة شعرت بألم حاد يمتد من أعلى رقبتي صعوداً حتى منتصف رأسي، وأدركت أن ذلك كان خطيراً. شعرت بالغثيان وبإحساس غريب في كل جزء من نصف جسمي الأيسر، فانتابني الخوف والقلق".
لجأت رايان إلى مستشفى قريب، وعندما وصلت هناك بدأت تعاني من مشاكل في المشي والرؤية. بعد تقييم حالتها في ذلك المستشفى، تمت إحالتها إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، وهو المركز الرسمي المعتمد لعلاج السكتة الدماغية في إمارة أبوظبي، حيث عمل الفريق الطبي المتخصص على تقديم الرعاية لها إلى أن استقرت حالتها وخضعت لتصوير الأوعية الدماغية للتعرف على سبب حدوث الأعراض لديها.
بعد تشخيص الحالة، عالج الجراحون المريضة بتقنية قليلة البضع تغني عن جراحة الدماغ المفتوحة وتعتمد على وضع لفائف بلاتين في مكان تمدد الأوعية. يتضمن هذا الإجراء إدخال القسطرة عبر الشرايين إلى مكان وجود التمدد الوعائي، ثم وضع اللفائف لإغلاق تمددات الأوعية الدموية وتجنب تمزقها أو حدوث نزيف فيها.
وأشار د. خليل زهرا، أخصائي جراحة الأعصاب في معهد الأعصاب في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، إلى أن لويز كانت من المرضى المحظوظين لتحظى بفرصة التعافي من هذه الحالة، وقال: "نحو 15 في المائة من المرضى الذين يصابون بتمزق الأوعية الدماغية قد يخسرون حياتهم قبل الوصول إلى المستشفى. لكن لويز تمكنت من الوصول إلى المستشفى وهي واعية دون أن تصاب بأي عجز عصبي. وقد عملنا على تقديم الرعاية لها في وحدة الرعاية المركزة إلى أن استقرت حالتها، وتمكنا من علاجها بواسطة إجراء قليل البضع داخل الأوعية الدموية قبل أن تتسبب الإصابة بمضاعفات أخرى".
بعد العلاج، ظلت المريضة في المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع، حيث واصل الفريق الطبي مراقبة تحسن حالتها للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات، مثل عودة النزيف في أماكن تمدد الأوعية أو تضرر الدماغ.
وللتعبير عن تقديرها الكبير للرعاية المتميزة التي تلقتها في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، قررت رايان العودة إليه لتقديم أغنياتها، وهو الأمر الذي علقت عليه بقولها: "لا أعرف كيف أكافئ العاملين في "كليفلاند كلينك أبوظبي" على ما قدموه لي من رعاية واهتمام أثناء مرضي، فقد قام كل واحد منهم بدوره بمستوى يفوق كل التوقعات. بعد إصابتي بالسكتة الدماغية، أصبحت أقدر الحياة وكل شيء أستطيع القيام به كثيراً. وأنا على ثقة بأن أكثر ما يستمتع به العاملون في مجال الرعاية الصحية أن يشهدوا مرضاهم وهم في كامل الصحة قادرين على فعل ما يحبون. لذلك، عندما رأيت البيانو في بهو المستشفى، فكرت في تكريس فني للتعبير عن شكري ومحبتي لهم".
بعد أقل من ثلاثة أشهر على إصابتها، عادت رايان لممارسة فنها وأداء دور السوبرانو مع الأوركسترا السيمفونية الوطنية في حفلة في أبوظبي، وغنت مؤخراً مع الموسيقار الإماراتي حمد الطائي في أول عزف منفرد له في منارة السعديات، كما تعمل حالياً على تعليم الأطفال الغناء في جميع أنحاء إمارة أبوظبي.