نجح برنامج الإشراف على استخدام المضادات الحيوية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، في تحقيق تراجع ملحوظ في الاستخدام الإجمالي للمضادات الحيوية في المستشفى على الرغم من زيادة أعداد المرضى فيه، وذلك وفق نتائج نُشرت في مجلة الكلية الأميركية للصيدلة السريرية.
وكان المستشفى قد بدأ تطبيق برنامج الإشراف على استخدام المضادات الحيوية منذ افتتاحه في العام 2015، وذلك في إطار مساعيه للعب دور مهم في محاربة العدوى المقاومة للأدوية والحد من استخدام المضادات الحيوية وتكاليف الرعاية الصحية والعدوى المكتسبة في المستشفيات.
ويثير ارتفاع نسبة العدوى المقاومة للأدوية قلقاً كبيراً في الأوساط الطبية خشية من أن يؤدي ذلك إلى الحد من قدرة المستشفيات على علاج حالات العدوى في المستقبل، وهذا ما يجعل الأمراض البسيطة أكثر خطورة ويزيد من المخاطر المتعلقة بالجراحة. ويشير تقرير صادر عن الأمم المتحدة إلى أن الإفراط في استخدام بعض الأدوية لعلاج البشر والحيوانات والنباتات يسهم في ظهور جيل جديد من الأمراض المقاومة للأدوية، التي قد تسبب وفاة 10 ملايين شخص سنوياً بحلول العام 2050.
وحول هذا الموضوع، قالت رانيا اللبابيدي، مديرة برنامج الإشراف على استخدام المضادات الحيوية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "تمثل مقاومة المضادات الحيوية أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها قطاع الرعاية الصحية في عصرنا الحالي. إذا لم نتمكن من التصدي لهذه المشكلة، فهذا يعني أن حالات العدوى المعروفة والإصابات البسيطة التي اعتدنا على معالجتها بفعالية على مدى عقود من الزمن ستصبح مستعصية على العلاج وأكثر خطورة".
وأضافت اللبابيدي: "تترتب على العدوى المقاومة للأدوية ثلاث نتائج: خطر أكبر على المرضى وإقامة أطول في المستشفى وزيادة في تكاليف الرعاية الصحية. لقد نجح المستشفى في الحد من كمية المضادات المستخدمة فيه وتحسين النتائج لدى المرضى منذ أن بدأ تطبيق برنامج الإشراف على استخدام المضادات الحيوية".
ويتولى فريق البرنامج في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" تطوير استراتيجيات تضمن أفضل استخدام للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى تشجيع الكوادر الطبية فيه على النظر في الأثر الذي تتركه بعض العلاجات على المدى البعيد. كما يوفر المستشفى برنامج تدريب سريري لمدة أسبوعين لتزويد العاملين في قطاع الرعاية الصحية من جميع أنحاء دولة الإمارات بالمعرفة والأدوات والخبرات اللازمة لتأسيس برامج مماثلة في المستشفيات الأخرى. يتيح هذا البرنامج للمستشفى مشاركة أفضل ممارساته وخبراته مع المستشفيات الأخرى ودعم التطوير المستمر لقطاع الرعاية الصحية والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية داخل الدولة.
هذا وتحدث حالات العدوى المقاومة للأدوية عندما تتطور الكائنات الدقيقة، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، بحيث تصبح قادرة على العيش والتكاثر رغم وجود الأدوية التي يُفترض أن تقتلها. وأدى انتشار هذه الحالات إلى تراجع فعالية بعض المضادات الحيوية عما كانت عليه من قبل وزيادة نسبة حالات العدوى التي لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية التقليدية.
لمزيد من المعلومات حول أكاديمية برامج الإشراف على استخدام المضادات الحيوية، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني www.ivpnsymposium.org/asp-academy.