: نفذ مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، عملية زراعة كبد لحالة إصابة بالنقائل الكبدية الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم، ما يُشكّل إنجازاً طبياً رائداً يفتح آفاقاً جديدة في مجال علاج السرطان وزراعة الأعضاء على مستوى المنطقة. ويُعدّ سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في دولة الإمارات، وتسجل إصابات الأشخاص الأصغر سناً معدلات متنامية. ويعكس هذا الإنجاز التزام مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بتقديم حلول علاجية متقدمة لمواجهة أكثر تحديات السرطان تعقيداً.
وتم تنفيذ عملية الزراعة على مريض من الأردن بعمر 40 عاماً، حيث تم تشخيص إصابته بسرطان القولون منذ عام 2019، لينتشر مرضه إلى الكبد دون استجابة حالته للعلاجات التقليدية.
وعلى مرّ السنوات، خضع المريض لعدة عمليات جراحية لاستئصال النقائل الكبدية في الأردن وألمانيا، لكن السرطان كان يعود في كل مرة. ومع استمرار المرض في الكبد فقط، وبعد استنفاد جميع الخيارات العلاجية التقليدية، تم تحويل حالته إلى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي. وبعد تقييم شامل، تبيّن أنه يستوفي المعايير الصارمة المطلوبة لهذا الإجراء الانتقائي والمبتكر، والذي يستند إلى أفضل الممارسات العالمية مثل "معايير أوسلو" وهي مرجعية طبية وضعها جرّاحو زراعة الأعضاء في النرويج لتحديد المرضى المؤهلين لزراعة الكبد في حالات النقائل الكبدية الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم.
وحول هذه الحالة، قال الدكتور جورج- بسكال هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "تجسد هذه الحالة الجهود التي يبذلها مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لرسم ملامح جديدة لما هو ممكن في رعاية المرضى. ومن خلال تقديم أفضل العلاجات المتقدمة المتخصصة على مستوى المنطقة، نعمل على الارتقاء بالمخرجات العلاجية وإيقاد شعلة الأمل في قلوب المرضى الذي يواجهون تحديات صحية معقدة. وعبر الجمع بين خبرات زراعة الأعضاء وعلاج الأورام، نؤسس نموذج رعاية ينفرد بابتكارات عالمية ونتائج استثنائية ترتقي بحياة المرضى في دولة الإمارات والعالم".
وبقيادة الدكتور جوسيب يوبا، استشاري زراعة أعضاء البطن بمعهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وفريق متعدد التخصصات من أقسام الأورام وزراعة الأعضاء والتصوير الشعاعي والرعاية الحرجة، يؤكد هذا الإجراء المعقد على الدور المتنامي للمستشفى في صناعة مستقبل علاج الأورام عبر زراعة الأعضاء.
وخضع المريض في وقتٍ سابق لعمليتين جراحيتين كبيرتين لإزالة الأورام من الكبد تم خلالهما استئصال أكثر من 40 ورم منتشر، وذلك ضمن مستشفيات في الأردن وألمانيا. وعلى الرغم من هذه الجهود، استمر السرطان في الظهور مجدداً، وكانت أي جراحة إضافية ستتركه بجزء غير كافٍ من الكبد السليم. وعند إحالته إلى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أجرى فريق متعدد التخصصات من الخبراء تقييماً شاملاً لحالته، وتبيّن أن السرطان محصور في الكبد فقط، دون أي دليل على وجوده في أجزاء أخرى من الجسم. وبناءً على ذلك، أوصى الفريق الطبي بإجراء زراعة كبد، وهو خيار موجه لحالات مختارة بعناية فائقة.
وبعد عملية الزراعة، تعرض المريض لحالة رفض العضو المزروع، وهي من المضاعفات المعروفة ولكنها خطيرة. ومع ذلك، وبفضل التدخل الطبي السريع والدقيق، تمكن الفريق من علاج حالة الرفض بنجاح ودفع حالة المريض نحو الاستقرار.
وأضاف الدكتور جوسيب يوبا: "كان السرطان لدى المريض قد عاد عدة مرات بالفعل، رغم خضوعه لعمليات جراحية واسعة النطاق وعلاجات كيميائية مكثفة. وعلى الرغم من أن العلاج الكيميائي يمكن أن يسيطر على المرض لفترة مؤقتة، إلا أنه غالباً ما يصل إلى مرحلة يفقد فيها فعاليته ويعود السرطان للنمو من جديد. وفي هذه الحالة، لم تعد الجراحة خياراً ممكناً، إذ كانت النقائل منتشرة لدرجة أن أي استئصال إضافي كان سيترك جزءاً ضئيلاً من الكبد لا يكفي لبقاء المريض على قيد الحياة. وهنا جاء دور مجال علاج الأورام عبر زراعة الأعضاء، وهو مجال آخذ في التطور، ليفتح لنا باباً جديداً. من خلال الجمع بين علم زراعة الأعضاء وعلاج الأورام، تمكنا من منح هذا المريض فرصة للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، حتى بعد أن استُنفدت جميع الخيارات العلاجية التقليدية. ويُعد هذا دليلاً حياً لقدرة الابتكار والرعاية متعددة التخصصات على تقديم آفاق جديدة في علاج الأورام".
وتعافى المريض بشكل كامل وخرج من المستشفى بحالة ممتازة، وهو الآن متعافٍ من السرطان. وعلى الرغم من أن خطر عودة المرض لا يزال قائماً، فإن نتائج زراعة الكبد لعلاج النقائل الكبدية الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم تتحسن بشكل ملحوظ لدى المرضى الذين يتم اختيارهم بعناية.
وحول هذا الإنجاز على مستوى المنطقة، قال الدكتور لويس كامبوس، استشاري زراعة أعضاء البطن بمعهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "يعكس هذا الإنجاز التزامنا بتطوير الرعاية المعقدة والارتقاء بالحدود المألوفة لما هو ممكن في زراعة الأعضاء. ويتبوأ اليوم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وهو أول مركز لزراعة الأعضاء المتعددة في دولة الإمارات، مكانة مرموقة باعتباره من أفضل مراكز زراعة الأعضاء عالمياً، حيث أجرى أكثر من 100 عملية زراعة كبد في عام 2024، وأكثر من 360 عملية زراعة كبد منذ إطلاق البرنامج في عام 2017، ما يعد إنجازاً لافتاً لم تحققه سوى قليل من المؤسسات حول العالم".
وأضاف لويس: " إن تحقيق هذه النتائج السباقة هو نتاج الدعم المستمر من مبادرة "حياة"، والاتفاقيات الثنائية الوطنية، والتنسيق السلس مع الجهات الصحية المحلية، والأهم من ذلك مبادرات العائلات المتبرعة وكرمهم المعطاء. وبفضل تواجدنا ضمن هكذا قطاع صحي داعم ومتقدم بات لدينا القدرة على رعاية ليس فقط المرضى من سكان دولة الإمارات، بل أيضاً المرضى الدوليين ممن يتطابقون مع الأعضاء المتوفرة لدينا. ونفخر بكوننا مركزًا إقليميًا للأمل والشفاء، حيث يأتي حوالي ربع مرضى زراعة الأعضاء لدينا من خارج دولة الإمارات، لتمثّل كل عملية زراعة ناجحة أملًا جديدًا بالحياة، ولمّ شمل عائلة، وخطوة قوية نحو تعزيز التعاون عبر الحدود".
ومع احتفاله بعقد من التميّز في الرعاية الصحية، يواصل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي توسيع برنامجه لزراعة الأعضاء المتعددة، بدعم من فريق عالي التخصص يضم منسقين معتمدين لزراعة الأعضاء، بالإضافة إلى الممرضة الوحيدة المعتمدة في علاج فشل القلب خارج أمريكا الشمالية. ومع احتضانه لأول وحدة عناية مركزة لزراعة الأعضاء الصلبة المتعددة والمركز الوحيد لزراعة الرئة في دولة الإمارات، يتصدر المستشفى مشهد التميّز الطبي. ومع كل حياة ينقذها، يؤكد مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي ريادته في مجال زراعة الأعضاء، من خلال الابتكار وتغيير حياة المرضى حول العالم.
لتسجيل رغبة التبرع بالأعضاء يمكن زيارة مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وللتعرف على مركز زراعة الأعضاء في المستشفى، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: https://www.clevelandclinicabudhabi.ae/en/institutes-and-specialties/transplant-center/pages/default.aspx
لحجز موعد في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.clevelandclinicabudhabi.ae أو الاتصال على الرقم 8002223 (800 CCAD) أو تحميل تطبيق بوابة المراجع لكليفلاند كلينك أبوظبي.