قام فريق متعدد التخصصات ضمّ جرّاحين وأخصّائيي تصوير شُعاعي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، بتطوير تقنية جراحية جديدة بالحد الأدنى من التدخل الجراحي، يُعتقد بأنها الأولى من نوعها على مستوى العالم، من أجل تحديد موقع ورمٍ عُثر عليه عميقاً داخل رئة أحد المرضى، واستئصاله.
يعود الفضل في تطوير هذه إلى الدكتور رضا سويلاماس، رئيس قسم جراحة الصدر في معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الذي أجرى الجراحة على رئة شاب إماراتي يبلغ من العمر 35 عاماً وهي داخل الجسم باستخدام الموجات فوق الصوتية دون الحاجة إلى تعريض المريض لجراحة شق الصدر ومضاعفاتها.
وتعليقاً على هذا الخبر أوضح الدكتور سويلاماس قائلاً: "من السهل جداً استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية لتصوير القلب والكبد والأعضاء الأخرى، لكن الأمر ليس بهذه السهولة في حالة الرئة، ذلك لأن الهواء الموجود داخل الرئتين يُعيق عمل الموجات فوق الصوتية ولا يسمح لنا بالتقاط صورٍ واضحة لها. لهذا قمنا بسحب الهواء من الرئة وإفراغها بشكل كامل، ما سمح لنا برؤية كل شيء داخلها بوضوح تام على الشاشة عبر استخدام أنبوب رفيع للفحص بالموجات فوق الصوتية. بهذه الطريقة تمكّنا من تحديد موقع الورم عميقاً داخل الرئة ثم قمنا باستئصاله داخل جسم المريض عبر إحداث شقّ صغير في الجانب الأيسر من صدره."
وأضاف الدكتور سويلاماس: "بحثت لأكثر من ست سنوات عن أفضل طريقة لتنفيذ هذه الجراحة. فقد استُخدمت تقنية مشابهة من قبل على رئة مريض في دراسة سريرية ولكن بعد إخراجها من الجسم، وقد قمنا بتنفيذ هذه التقنية سابقاً باستخدام التصوير بالأشعة المقطعية من أجل تحديد موقع العقيدات الرئوية المُحيطية واستئصالها. لكن عندما تكون العُقيدة موجودة عميقاً داخل الرئة تكون تقنية الموجات فوق الصوتية أكثر فاعلية".
هذا ويعتمد الأسلوب الجراحي الجديد الفريد من نوعه على تقنية تنظير الصدر بمساعدة الفيديو من أجل تحديد موقع الورم واستئصاله. ومن مزايا هذا الأسلوب أيضاً أنه يساهم في تخفيف الألم على المريض ويُقلّل من فترة مكوثه في المستشفى والوقت اللازم للتعافي من الجراحة مقارنةً بالأساليب الجراحية التقليدية.
واستغرقت عملية استئصال الورم بواسطة التقنية الجديدة أقل من ساعتين وغادر المريض المستشفى بعد ثلاثة أيام فقط منها.
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور سويلاماس تولّى قيادة الفريق الجراحي الذي كُلّف بإجراء هذه العملية الجراحية حيث تألف فريقه من الدكتور توماس بارتيل، رئيس قسم طب القلب التدخّلي في معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، والدكتور هشام أباظة، رئيس قسم الأشعة التدخّلية في معهد التصوير الشُعاعي في المستشفى.
واختتم الدكتور سويلاماس حديثه قائلاً: "سمحت لنا المرافق المتطورة والخبرات الواسعة التي يتمتع بها مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بابتكار هذه العملية الجراحية الأولى عالمياً، وأعتقد بأن هذه التقنية يمكن أن تُصبح الإجراء الجراحي المُعتمد لعلاج مثل هذه الحالات الطبية مستقبلاً. نحن فخورون بنجاحنا في تنفيذ هذه التقنية العلاجية المُبتكرة هُنا في دولة الإمارات، ونأمل بأن تعود بالنفع على مرضى الرئة في الدولة والمنطقة والعالم".
يوفر برنامج جراحة الصدر التابع لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي خدمات تشخيصية وعلاجية لمُختلف أنواع أمراض الصدر، ويستخدم الفريق مُتعدد التخصصات في المستشفى أحدث التقنيات والوسائل التكنولوجية الطبية المُبتكرة، بما فيها العمليات الجراحية بتقنية الحد الأدنى من التدخل الجراحي، من أجل التخفيف من أثر العملية الجراحية على المريض وتقليص فترة التعافي.