الكمامات: أهميتها والطريقة الصحيحة لاستخدامها

مع انتشار فيروس كورونا وتحوّله إلى وباء عالمي، برز بعض الالتباس حول ضرورة استخدام كمامات الوجه، لكن بعض الحكومات، بما فيها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، أكدت أن هذه الكمامات إلزامية ويجب على الجميع ارتداؤها عند مغادرة المنزل. في البداية، اعتُبرت هذه الكمامات ضرورية للأشخاص المعرضين للخطر فقط، أما الآن فقد فرضت العديد من الدول على الجميع ارتداءها في الأماكن العامة بعد ظهور العديد من الأدلة الجديدة المتعلقة بهذا الشأن.

تظهر دراسة حديثة أن الفيروس قد ينتشر من المصابين الذين لا تظهر عليهم الأعراض حتى الآن (مرحلة ما قبل ظهور الأعراض)، أو أولئك الذين يحملون الفيروس لكن لا تبدو عليهم أي أعراض ظاهرة (غياب الأعراض). وفي كلتا الحالتين قد يتسبب هؤلاء الأشخاص بنشر العدوى دون علمهم لعدم وجود أي أعراض.

تشير الدلائل إلى أن تغطية الوجه، حتى لو كانت بشكل بسيط، تضمن نسبة من الحماية، مع ضرورة الحرص على أن يكون ارتداء الكمامات مصاحباً للالتزام بالإجراءات الاحترازية الأخرى، مثل غسل اليدين والتباعد الجسدي.

لماذا يجب ارتداء كمامات الوجه؟

مع استمرار انتشار وباء كوفيد-19، تزداد المعلومات المتوفرة حول طبيعة هذا الفيروس وطريقة انتشاره. وتشير إحدى الدراسات الحديثة إلى فاعلية الكمامات في الحد من انتشار الجراثيم عند السعال والعطس والحديث.

من الثابت أن كوفيد-19 ينتشر بسهولة بين الأشخاص، فعندما يعطس الشخص المصاب أو يسعل ينتقل الفيروس حتى مسافة 1.5 متر عن طريق القطيرات التنفسية، التي يمكن أن تسقط على الأسطح القريبة، وينتشر الفيروس الموجود في هذه القطيرات إلى الأشخاص الآخرين عن طريق الهواء أو عند ملامستهم للأسطح الملوثة ولمس الفم أو الأنف أو العينين بعد ذلك.

توفر الكمامة طبقة حماية إضافية من أي شخص يحمل الفيروس، فهي تشكل حاجزاً فاصلاً بينه وبين الآخرين عند العطس أو السعال. يجب على أي شخص مصاب بفيروس كوفيد-19 أن يعزل نفسه، لكن، كما نعلم، فإن البعض قد لا يدرون أنهم مصابون بالفيروس في مرحلة ما قبل ظهور الأعراض أو لعدم ظهور أعراض لديهم، وبالتالي فهم لا يتخذون الإجراءات اللازمة، ولذلك فإن ارتداء الكمامة يحمي الجميع.

تساهم الكمامات في تعزيز الالتزام بالقواعد والتعليمات الأخرى المطبقة للحد من انتشار فيروس كورونا. فعند الخروج من المنزل ومشاهدة الآخرين يرتدون الكمامات، سنتذكر فوراً ضرورة الالتزام بالتباعد الجسدي وعدم لمس الوجه، مما يفيد في الحد من انتشار الفيروس.

الطريقة الصحيحة لاستخدام الكمامة

ما هو أفضل نوع من كمامات الوجه؟ يفضل الحصول على الأقنعة الطبية التي تتكون من 3 طبقات من الصيدلية، وقد أصبح بالإمكان الآن الحصول عليها من خلال خدمة التوصيل المنزلي، وفي حال عدم توفرها، يُنصَح بتغطية الفم والأنف بكمامات ورقية أو قطنية منزلية الصنع.

تنصح منظمة الصحة العالمية باتباع الخطوات التالية عند ارتداء الكمامات:

• غسلاليدين بعناية باستخدام الماء والصابون أو فركهما بمطهر كحولي قبل ارتداء الكمامة
• تغطيةالفم والأنف بالكمامة والتأكد من عدم وجود فراغات بينها وبين الوجه
• تجنب لمس الكمامة أثناء ارتدائها، وفي حال الاضطرار للمسها، يجب غسل اليدين أو فركهما بمطهر كحولي
• استبدال الكمامة عند تعرضها للبلل بواحدة جديدة وعدم استخدام الكمامات المعدة للاستخدام الواحد لأكثر من مرة
• نزعالكمامة من الخلف (عدم لمسها من الأمام)، ثم رميها في سلة مهملات مغلقة، أو غسلها إذا كانت كمامة قطنية، وغسل اليدين بالماء والصابون أو فركهما بمعقم كحولي بعد نزع الكمامة

ارتداء الكمامة هو أمر جديد بالنسبة للكثيرين، وقد يحتاج لبعض الوقت للاعتياد عليها واستخدامها بالشكل الصحيح من خلال تجنب لمسها قدر المستطاع، وإذا كانت بحاجة إلى تعديل، يجب دائماً غسل اليدين قبل ذلك وبعده. كما يجب غسل الكمامات القابلة لإعادة الاستخدام قبل ارتدائها مجدداً باستخدام الماء الحار والصابون، ثم تجفيفها بتعريضها لحرارة عالية، ورمي أي كمامة تالفة.

يمثل ارتداء الكمامة عند مغادرة المنزل خط الدفاع الأول الذي يوفر الحماية ضد فيروس كورونا. ومن الضروري أن يقوم كل منا بدوره في المعركة الحالية ضد انتشار هذا الوباء وذلك عن طريق ارتداء الكمامات وغسل اليدين باستمرار والالتزام بالتباعد الجسدي.