
أعلن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي عن تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق في مجال رعاية أمراض القلب في دولة الإمارات، بعد نجاحه في تنفيذ أول عملية زرع جهاز تقليص الجيب التاجي Coronary Sinus Reducer، وهي تقنية متقدمة تفتح آفاقاً علاجية جديدة أمام المرضى المصابين بالذبحة الصدرية المقاومة للعلاج، وهي إحدى أشدّ حالات آلام الصدر المزمنة.
تحدث الذبحة الصدرية المقاومة للعلاج عندما يعاني المرضى المصابون بمرض الشريان التاجي من استمرار الألم في الصدر رغم خضوعهم للعلاجات التقليدية، بما في ذلك الأدوية، أو التوسيع بالبالون والدعامة، أو جراحة مجازة الشريان التاجي التي يتم فيها استخدام وعاء دموي سليم من الجسم لتجاوز الانسداد واستعادة تدفق الدم إلى القلب. ورغم أن هذه الحالة لا تُعدّ مهدّدة للحياة في معظم الأحيان، فإنها تضعف جودة حياة المرضى بدرجة كبيرة وتحدّ من قدرتهم على ممارسة أنشطتهم اليومية، مما يجعل التعامل معها تحدياً مستمراً في الممارسة الطبية.
قاد هذا الإنجاز الطبي كلٌّ من الدكتور روني شنتوف والدكتور أشرف العزّوني، الاختصاصيين بأمراض القلب والأوعية الدموية بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في كليفلاند كلينك أبوظبي، وذلك بالتعاون مع الطبيب الزائر البروفيسور تومازو غوري، أحد أبرز الخبراء الأوروبيين في مجال زراعة جهاز تقليص الجيب التاجي.
وفي معرض تعليقه على هذا النجاح، قال الدكتور جورج- بسكال هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "يساهم هذا الإنجاز في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز رائد في رعاية أمراض القلب والأوعية الدموية المعقّدة. ونحرص في كليفلاند كلينك أبوظبي على تجديد مفهوم الممكن في عالم الطبّ من خلال الجمع بين الخبرات العالمية الرائدة، والتقنيات المبتكرة، والعلاجات المتقدّمة. ومن خلال تركيزنا الدائم على المرضى كمحور أساسي لكل ما نقوم به، نضع معايير جديدة للتميّز تضمن حصول كلّ فرد على رعاية صحية متعاطفة بمستوى عالمي، وتحقيق أفضل النتائج الممكنة، هنا في أبوظبي".
ومن جانبه، قال الدكتور روني شنتوف: "يصل العديد من مرضى الذبحة الصدرية المقاومة إلى مرحلة يشعرون فيها بأن الخيارات العلاجية قد نفدت، حتى بعد الخضوع لعمليات متعددة لزراعة الدعامات أو لإجراء جراحة المجازة التاجية. ومع توفر تقنية جهاز تقليص الجيب التاجي، أصبح بإمكاننا اليوم تقديم خيار علاجي آمن ومثبت علمياً وطفيف التوغّل، يمكن أن يخفّف من الأعراض بشكل ملموس ويعيد للمرضى جودة حياتهم، مع تحسّن تدريجي في آلام الصدر خلال الأسابيع التالية للإجراء."
وجدير بالذكر أن أمراض القلب والأوعية الدموية ما تزال السبب الرئيسي للوفاة في دولة الإمارات، إذ تسجّل نحو 40% من الوفيات. ومع تزايد عوامل الخطر مثل السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم التي تساهم في الإصابة المبكرة بمرض الشريان التاجي، تكتسب الحلول العلاجية المتقدّمة مثل جهاز تقليص الجيب التاجي أهمية متنامية على مستوى الدولة والمنطقة ككل.
كما أوضح الدكتور أشرف العزّوني أن هذا الإجراء يُنفّذ باستخدام قسطرة طبية طفيفة التوغّل يتم إجراؤها غالباً عبر الوريد الوداجي، ليقدّم خياراً علاجياً جديداً للمرضى الذين استنفدوا إمكانات العلاج بالأدوية والجراحة التقليدية. وتُعدّ هذه التقنية إضافة نوعية تمكّن المستشفى من توسيع نطاق عملياته المتقدّمة طفيفة التوغّل والمنقذة للحياة.
ويواصل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، المعتمد كمركز تميّز في جراحة القلب للكبار من قبل دائرة الصحة - أبوظبي، تعزيز مكانته كمؤسسة رائدة في تبنّي أحدث الابتكارات الطبية. ومن خلال هذا الإنجاز الجديد على مستوى الدولة، يترجم المستشفى التزامه بتحويل الممكن إلى حقيقة واقعة، عبر منح المرضى أملاً متجدداً يتجاوز الخيارات التي كانت محدودة في السابق.