لا يقتصر استخدام واقيات الشمس على فترات الصيف فحسب، إذ إنها ضرورية على مدار العام، ولاسيما في الجو الحار والمشمس. وفي وجود العديد من خيارات مستحضرات الوقاية من الشمس، قد يكون من الصعب اختيار واقي الشمس الذي يوفّر الحماية المثلى. لذا، نُوصيك بالاستعانة بالدليل الذي نضعه بين يديك لفهم مدلولات محتوى الملصقات التعريفية على مستحضرات الوقاية من الشمس والمساعدة في اختيار الواقي الشمسي الأفضل لتأمين الحماية الأنسب لبشرتك:
- اختيار مستحضر يؤمّن حماية "واسعة النطاق – broad spectrum":يُنصح بانتقاء واقي شمس يوفّر تغطية "واسعة" أو "كاملة" النطاق، وهو ما يكفُل توفير الحماية من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها "أ" و "ب"، والتي يترك التعرّض لها آثاراً ضارّة على البشرة. فبينما تتغلغل الأشعة فوق البنفسجية "أ" إلى الطبقات العميقة من البشرة مُتسببةً في ظهور التجاعيد وآثار الشيخوخة غير المحبّبة، لا تسلم الطبقات السطحية الخارجية من البشرة من آثار الأشعة فوق البنفسجية "ب" التي تؤدي إلى الإصابة بالحروق الشمسية، وسرطان الجلد في الحالات الأكثر خطورةً.
- اختيار درجة عامل الحماية من الشمس (SPF):يختص عامل الحماية من الشمس بالوقاية من الأشعة فوق البنفسجية "ب" التي تُسبب الحروق الشمسية، ويُشير إلى مقدار الحماية الإضافية التي يوفّرها المستحضر للبشرة بعد مرور الفترة الزمنية للحماية الطبيعية للبشرة. فمثلاً، في حال إصابة البشرة بالحروق الشمسية بمرور 10 دقائق من التعرّض لأشعة الشمس دون وضع واقي شمس، فإنه باستعمال واقي شمس بدرجة حماية 15، تطول فترة بدء تأثُّر البشرة وإصابتها بالحروق الشمسية بواقع 15 مرّة أكثر، أي ما يُقدّر بـ 150 دقيقة. كما ترتفع قدرة واقيات الشمس على امتصاص نسبة أعلى من الأشعة فوق البنفسجية كلما ارتفع عامل الحماية فيها: يمتص واقي الشمس بدرجة حماية 15 ما نسبته 93% من الأشعة، والواقي بدرجة حماية 30 ما نسبته 96%، والواقي بدرجة حماية 50 ما نسبته 98%.
- انتقاء واقي شمس يلائم نمط الحياة المتّبع:إن كنت رياضياً أو تقضي وقتاً طويلاً في الماء، فابحث عن واقيات الشمس المضادة للتعرّق أو للماء المصمّمة لمقاومة التعرّق والتعرّض للماء لمدة 40 أو 80 دقيقة. وبديلاً عن تلك الواقيات الشمسية، تتوفّر أشكال أخرى لواقيات الشمس: مستحضرات "طويلة الأمد" أو قابلة للاستخدام "مرة واحدة في اليوم"، والتي يمكن استخدامها في حال الرغبة بالتسلية والترفيه لفترة محدّدة تحت أشعة الشمس، وتوفّر حماية تتراوح بين دقائق إلى ساعات. ومع ذلك، نُذكّر بأن جميع مستحضرات الوقاية من الشمس معرّضة للزوال عن البشرة، وهو ما يدعو لضرورة إعادة وضع واقي الشمس كل ساعتين، وبعد التعرّق أو التعرّض للماء.
- الاختيار من بين الواقيات الشمسية بأنواعها: لوشن، كريم، بخاخ، أصابع شمعية:يعود الاختيار من بين الأنواع المختلفة لمستحضرات الوقاية من الشمس لما يُفضّله الفرد بناءً على الرغبة الشخصية، ولا علاقة له بمدى فعالية المستحضر في الحماية التي يوفّرها. قد يُفضّل الأشخاص ذوو البشرة الجافة مستحضرات اللوشن أو الكريم التي توفّر الترطيب المطلوب للبشرة، في حين قد يتّجه الآخرين إلى البخاخات لما تتميّز به من ترك ملمس غير دهني وسهولة الاستخدام. في حين تُعتبر الأصابع الشمعية خياراً جيداً يُفضّل استخدامها لحماية الوجه نظراً لثباتها على البشرة مما يقلّل من فرص تعرّض العينين للتهيّج. بصرف النظر عن نوع المستحضر الذي يتم اختياره، فإن الأهم هو التأكد من استخدام كمية كافية من واقي الشمس تغطي جميع مناطق البشرة المُعرّضة لأشعة الشمس، إذ يُفضّل دائماً وضع كمية زائدة من الواقي على وضع كمية تقل عن المطلوب.
- التحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية:تُوضع تواريخ انتهاء الصلاحية على مستحضرات الوقاية من الشمس لتأمين حماية مستخدميها. يُمكن أن تتغيّر خواص المحتويات أو المواد الكيميائية الفعالة داخل واقيات الشمس أو تتحلل بمرور الوقت مما يجعلها غير فعالة. كما تُعتبر التغييرات التي تطرأ على رائحة واقي الشمس وملمسه ولونه مؤشرات تُنذر بانتهاء صلاحية المستحضر.
نُذكّر بأهمية مراعاة استخدام واقيات الشمس بصورة أساسية في إطار الاحتياطات المتّبعة للحماية من أشعة الشمس. كما نُوصي بتغطية البشرة بارتداء ملابس طويلة وفضفاضة وقبعة ونظارات شمسية، إلى جانب تفادي التعرّض المباشر لأشعة الشمس خلال أوقات الظهيرة.
>عليك الاعتناء ببشرتك خلال هذا الصيف. لتكن ذكياً في التعامل مع أشعة الشمس، وعلى دراية بالعلامات الدالة على الأورام الجلدية.