لماذا نلجأ للطعام عندما لا نكون بمزاج جيد؟
في كثير من الأحيان، تدفعنا بعض المواقف السلبية في الحياة، مثل متاعب العمل، أو الأخبار السيئة، أو الجدال مع الآخرين، إلى الشعور بالفُتور والفراغ. لذا يلجأ الكثير منّا لتناول طعامه المفضّل في محاولة للتغلّب على هذه المشاعر السلبية وتعويض الشعور بالنقص أو الفراغ الحاصل.
لكن موضوع الأكل العاطفي لا ينحصر فقط بمشاعر التوتر، والحُزن، والغضب اليومية. لذا، لا بُدّ لنا من محاولة فهم الأسباب التي تدفعنا للجوء للأكل من أجل الشعور بالراحة، وتسليط الضوء على الفرق بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي لكي نتمكّن من خلق عادات أكل أكثر إيجابية.
ما هو الفرق بين الجوع العاطفي والحقيقي؟
- الجوع العاطفي فوري وتتولّد لدى المرء رغبة آنية قوية في تناول الطعام. أما الجوع الحقيقي فيأتي بشكل تدريجي ويمكن للمرء التحكّم به أو تأخيره بسهولة مقارنة بالجوع العاطفي
- يشتهي الشخص الذي يشعر بالجوع العاطفي أنواع الطعام التي تُشعره بالراحة عند تناولها. أما الشخص الذي يشعر بالجوع الحقيقي فيُمكنه إشباع حاجته بتناول أي نوع من الطعام.
- يُمكن إشباع الجوع الحقيقي بمجرد امتلاء المعدة. أما الجوع العاطفي فيدفع الشخص لتناول الطعام بكميات كبيرة ولفترات طويلة دون تفكير.
- بخلاف الجوع الحقيقي، يمكن أن يؤدي الجوع العاطفي إلى الشعور بالذنب والندم لأن الشخص يُدرك جيداً بأنه استسلم لهذه الرغبة المُلحّة وتناول طعاماً قد لا يكون جسمه بحاجة له.
5 نصائح لمساعدتك على التحكّم بالأكل العاطفي
- كن واعياًإسأل نفسك لم تريد أن تأكل الآن، أو إن كنت جائعاً حقاً، فهذه إحدى أسهل الطرق وأكثرها فاعلية لمساعدتك على كبح جماح رغبتك في تناول الطعام بلا سبب واتخاذ قرارات أكثر وعياً بناءً على ذلك.
- تناول وجبات خفيفة صحية عوضاً عن الوجبات غير الصحيةمن أفضل الطرق التي ستساعدك على مقاومة عادة الأكل العاطفي هي إبعاد الأطعمة غير الصحية التي تشتهيها، كرقائق البطاطس والكعك، عن ناظرك لأن ذلك سيقلل من احتمالية تناولك لهذا النوع من الطعام. كما ننصحك باستبدال هذه الوجبات بوجبات خفيفة صحية، كالفواكه، والمُكسّرات، لتُساعدك على كبح جماح رغبتك.
- اتبع وسائل أخرى للتحكّم بعادة الأكل العاطفيتُعتبر بعض النشاطات التي تساعدك على الشعور بالهدوء أو تصرف انتباهك عن هذه العادة، كرياضة اليوغا، والتأمل، والقراءة، من الوسائل الجيدة التي ستُمكّنك من التغلب على المشاعر السلبية التي تواجهها. وحتى النشاطات البسيطة، كالمشي، أو التحدث لصديق لم تتواصل معه لفترة طويلة، يمكنها أن تُحسّن مزاجك وتُغنيك عن اللجوء للأكل العاطفي.
- قم بإعداد سجل يومي لعاداتك الغذائيةمن خلال تدوين ما تأكله من طعام بشكل يومي، يمكنك حساب كمية ونوعية الطعام الذي تتناوله وعدد مرات تناولك له على مدار اليوم. كما قد يساعدك تحليل هذا السجل على تحديد أنواع الطعام الرئيسية التي تُشعرك بالراحة عند تناولها ما يسمح لك بالتحكّم بها بشكل أفضل.
- عالج السبب الرئيسيأحياناً، قد تدفعك بعض المشاكل المؤقتة، كالخلاف مع صديق أو متاعب العمل، إلى اللجوء إلى الأكل العاطفي لمحاولة التغلب عليها. أما المشاكل المُزمنة، مثل الغضب المستمر، أو الاكتئاب، أو التوتر، فقد تكون السبب الرئيسي وراء عادة الأكل العاطفي طويلة الأمد. لذا، ننصحك بالتحدث لطبيبك أو اللجوء لاستشاري متخصص لمساعدتك على ضبط عادة الأكل العاطفي لديك وتحسينها.