تعد عادة لمس الوجه من الأمور التي يقوم بها الأغلبية العظمى من الناس باستمرار لحك الأنف أو فرك العينين أو مسح الفم. وتمارس هذه العادة بشكل تلقائي أحياناً دون شعور أو قصد، وقد يصل معدل لمس الفرد لوجهه إلى 23 مرة خلال الساعة الواحدة.
عندما نلمس وجوهنا لا نفكر بالأشياء التي لامستها أيدينا قبل ذلك. ففي يومنا العادي نفتح الابواب ونضغط أزرار المصاعد ونتعامل بالنقود، وكلها أشياء يمكن أن يكون قد لمسها العشرات، إن لم يكن المئات قبلنا.
ولذلك، يحذر الخبراء من خطورة ملامسة الوجه على الصحة خلال الفترة الحالية التي يخوض فيها العالم معركته ضد فيروس كورونا، بل ويشددون على أن عدم ملامسة الوجه هي أفضل طريقة لوقف انتشار العدوى وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لمدة 20 ثانية.
تعيش البكتيريا والفيروسات خارج الجسم على الأشياء والأسطح التي نستخدمها في حياتنا اليومية وغالباً ما تظل حية لساعات، بل حتى لأيام. لذلك، عندما نلمس هذه الأشياء، تنتقل هذه الكائنات إلى أيدينا ثم إلى وجوهنا عند ملامستها، وتدخل إلى أجسامنا عن طريق العينين أو الفم أو الأنف. إذا، لا يحتاج الأمر لأكثر من لمسة إصبع بسيطة لانتقال العدوى.
لكن الامتناع عن ملامسة الوجه أصعب مما نظن، فنحن نقوم بذلك دون أن نشعر أو نلاحظ. فيما يلي بعض النصائح البسيطة التي تساعد في السيطرة على هذه العادة.
- إشغال اليدين بعمل أي شيءأثناء فترات الاستراحة أو مشاهدة التلفاز في المنزل، من المهم محاولة إشغال اليدين ببعض المهام، مثل طي الملابس أو المناديل أو حتى حمل شيء، لشغلهما والحد من انجذابهما نحو الوجه.
- التوقف عن قضم الأظافرتلعب بعض العادات، مثل قضم الأظافر أو مص الإبهام، دوراً أكيداً في انتقال البكتيريا إلى الفم ومن ثم إلى الجسم. لكن هناك بعض المنتجات التي يمكن شراؤها من الصيدليات للتوقف عن مثل هذه العادات، مثل المحاليل التي تكون ذات مذاق سيء، والتي يمكن دهنها بشكل آمن على الأظافر للتوقف عن قضمها.
- تبادلالمساعدة والدعم مع الآخرينغالباًما تكون ملامسة الوجه من دون شعور أو قصد. لذلك من الجيد التعاون مع الأشخاص المحيطين، من أفراد عائلة وأصدقاء وزملاء عمل، لتبادل الدعم للتخلص من هذه العادة عن طريق التنبيه ولفت النظر. فالتوعية والتنبيه هي الخطوة الأولى لتغيير أي سلوك.
- اكتشاف الأسباب التي تدفع إلى لمس الوجههناك دائماً أسباب تدفع للمس الوجه، مثل عرك العينين عند الشعور بالتعب أو حك الوجه عند التركيز في العمل أو لمس الشفتين بعد تناول الطعام. من المهم اكتشاف مثل هذه الظروف وبذل الجهد للامتناع عن ممارسة هذه العادة خلالها.
- اتخاذ الاحتياطيات المناسبةمن غير الممكن تجنب ملامسة الوجه كلياً. لذلك من الأفضل اتخاذ الاحتياطيات المناسبة لجعلها آمنة قدر الإمكان. ويكون ذلك من خلال التأكد دوماً من غسل اليدين جيداً، خاصة بعد العودة من الأماكن العامة أو بعد التواجد في محيط شخص يبدو عليه المرض أو قبل تناول الطعام أو البدء بإعداده. من المفيد كذلك استخدام صابون معطر لتكون رائحته منبهاً لاقتراب اليدين من الوجه. إذا تعذر غسل اليدين، يمكن استخدام المعقمات وحمل المناديل لتنظيف الأنف والمناديل الرطبة لمسح الوجه بعد الأكل، كما يمكن استخدام محلول ملحي لترطيب العينين الجافتين عند اللزوم.