هناك الكثير من الأسباب التي تفرض علينا مواجهة ظروف ملازمة المنزل وحالات العزلة الاجتماعية، مثل القيود الحركية عند التعرض للإصابة أو فرض منع التجول للحد من انتشار الأمراض المعدية. مهما كانت الأسباب، قد تبدو فكرة الحصول على فرصة لقضاء بعض الوقت في بيئة المنزل المريحة، بعيداً عن أجواء الحياة الصاخبة والانشغالات الكثيرة، مغرية، لكن الحقيقة قد لا تكون كذلك.
معظمنا يعيش حياة كثيرة المشاغل، فنحن على تواصل دائم مع الآخرين، ونلتزم بروتين حياة زاخر بالالتزامات، مثل حضور اجتماعات العمل ولقاء الأصدقاء والمشاركة في الفعاليات وغيرها. لذلك، عندما يتوقف كل ذلك نتيجة ظروف تتطلب العزلة وتفرض علينا ملازمة منازلنا، تصبح الحياة مختلفة. نورد فيما يلي بعض الطرق التي تساعد على التأقلم مع مثل هذه الظروف وتجنب أي تأثير سلبي قد ينجم عنها.
- البقاء على تواصل مع الآخرين:يعد التراجع المفاجئ في معدل التواصل الاجتماعي من أهم التغييرات التي تطرأ على حياتنا في مثل هذه الظروف. لذلك من المهم الحرص على الحفاظ على التواصل الإلكتروني مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص حتى لا نصبح منعزلين بالمعنى الحرفي عن العالم الخارجي. وقد يكون من المفيد التواصل مع الأصدقاء والعائلة عبر الهاتف أو مكالمات الفيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي للاطمئنان عليهم ومعرفة الطرق التي يتبعونها للتأقلم مع الظروف، واغتنام الفرصة للاتصال مع الأشخاص الذين لم نتحدث إليهم منذ فترة طويلة.
- وضع روتين للحياة اليومية:يعد هذا الجانب مهماً جداً عند الحاجة للعمل من المنزل. فمن الأفضل عدم قضاء اليوم في ملابس النوم، والحرص على ارتداء ملابس أنيقة ومريحة لأن ذلك يفيد في زيادة الإنتاجية. كما يفضل الفصل بين مكان العمل ومكان المعيشة للحفاظ على التوزان بين العمل والحياة الشخصية.
- تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة:من المهم دوماً الحفاظ على الصحة، لكن عند الاضطرار لملازمة المنزل، يتطلب الأمر بذل المزيد من الجهود لتناول الطعام الصحي وتعزيز الشعور بالصحة الجيدة. في مثل هذه الظروف، يجب مقاومة إغواء طلب الوجبات غير الصحية واللجوء إلى الشركات التي تقدم خدمات طلب وتوصيل الطعام الطازج والوجبات الصحية عبر الإنترنت. كما يجب الحفاظ على اللياقة من خلال استخدام التكنولوجيا للمشاركة في دروس الرياضة الحية، أو تحميل تطبيقات التأمل والاسترخاء للتخلص من القلق والضغط النفسي.
- الاستفادة من التوفير في الوقت:يؤدي الاضطرار لملازمة المنزل إلى توفير الكثير من الوقت الذي نستهلكه عادة للذهاب إلى العمل أو العودة إلى المنزل أو للتسوق وغير ذلك. من الأفضل أن نحاول التفكير في الاستفادة من هذا الوقت وتخصيصه لعمل أشياء مفيدة ومثمرة، مثل قراءة كتاب أو تعلم مهارات جديدة أو حتى القيام ببعض الترتيبات المنزلية.
- مساعدة كبار السن:فرض العزلة المنزلية قد لا يمثل مشكلة لوجستية كبيرة بالنسبة للشباب الذين يتمتعون بالصحة والذكاء في استخدام التكنولوجيا. لكن الأمر يكون أصعب على فئة المسنين الأقل اعتماداً على الأساليب التقنية. قد يكون من المفيد مساعدتهم على القيام ببعض الأعمال المنزلية، أو الصيانة، أو شراء الأدوية واحتياجات البقالة عبر الإنترنت، أو حتى مجرد رفع سماعة الهاتف للتحدث إليهم، فذلك يمكن أن يضفي مسحةمن الفرح على حياتهم.