يشكل صوتنا جزءاً حيوياً من حياتنا اليومية، وربما لا يدرك معظمنا مقدار استخدامنا له إلا إذا فقدناه فجأة. صوتك ثمين ويحتاج إلى العناية به بشكل صحيح.
نستخدم أصواتنا طوال اليوم، وكل يوم. وذلك من خلال التحدث إلى أفراد العائلة، والتواصل مع زملاء العمل، أو من خلال استخدام الهاتف. الفكرة أننا ننظر إلى أصواتنا باعتبارها أمر مسلم به في حياتنا، ولا نوليها الاهتمام الذي تستحقه. يوضح دكتور أناستاسيوس هانتزاكوس في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي "أصوتنا هو أحد مواردنا ذات القيمة النفيسة، والتي يتوجب
علينا الاعتناء بها. يمكن للممارسات الصحية والاهتمام براحة أصواتنا أن تمنحنا أفضل فرصة للحفاظ على صوت صحي مدى الحياة".
"أول علامة على وجود مشكلة في صوتك عادة ما تكون بحة أو خشونة في الصوت، والتي يمكن أن تبدو وكأن صوتك غير مستقر، كذلك قد تجد صعوبة في التحدث لفترة طويلة. لذلك ينصح بأن تسأل نفسك الأسئلة التالية بمجرد أن تلاحظ أي تغيير في صوتك:
- هل أصبح صوتك أجشاً أو خشناً؟
- هل تشعر في كثير من الأحيان بألم أو وخز في الحلق؟
- هل تحرص على تطهير وتنظيف حلقك على نحو متكرر؟
- هل يسألك الناس عادة إذا كنت مصابا بنزلة برد عندما لا تكون كذلك؟
- هل فقدت قدرتك على الوصول بصوتك لبعض النغمات المرتفعة أثناء الغناء؟
يمكن أن تحدث مشكلات الصوت بسبب عدد من الأشياء، والتي تشمل: الإفراط في استخدام صوتك أو إساءة استخدامه، الإصابة بالعدوى، أو حتى الإصابة بالسرطان. يعمل فريق من أخصائي اللغة والنطق في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي مع الأطباء لتقييم وتشخيص وعلاج المشكلات المتعلقة بالصوت، واقتراح استعادة الصوت من خلال تقديم النصائح التالية لتجنب استمرار هذه المشاكل والمساعدة في الحفاظ على صوت صحي لفترة أطول في المستقبل.
- اشرب الكثير من الماء.إن الحفاظ على رطوبة جسمك من خلال شرب الكثير من الماء كل يوم (6 – 8 أكواب) أمر ضروري للحفاظ على صحة وسلامة الصوت. تهتز الأحبال الصوتية بسرعة كبيرة حتى مع أبسط صوت صادر. سيعمل الحفاظ على رطوبة الجسم على تحسين جودة الصوت، وإنتاج مخاط الحلق، للمساعدة على ترطيب الأحبال الصوتية. أيضاً لمساعدة في عملية الترطيب، حاول أن تقلل من الأشياء التي تسبب لك الجفاف، مثل الكحول والكافيين والصودا.
- لا تدخن.من المعروف أن التدخين يمكن أن يؤدي إلي الإصابة بسرطان الرئة أو الحلق. الدخان الذي يتم استنشاقه من خلال التدخين أو حتى عبر التدخين السلبي يمر بالأحبال الصوتية، مما يسبب تهيجاُ وتورماً كبيراً بها، والذي قد يغير من جودة الصوت وطبيعته وقدراته على نحو دائم.
- لا تسئ استخدام صوتك.تتسم أصواتنا بأنها رقيقة، لذا تجنب الصراخ أو الهتاف أو التحدث بصوت عالي قدر الإمكان. تتسبب الزيادة الكبيرة في مقدار الصوت الصادر أو أي عامل آخر يؤدي إلى تغيير طبقة الصوت (سواء إرتفاعاً أو انخفاضاً) في إلحاق الضرر بالأحبال الصوتية، ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات. إذا شعرت أن حلقك جافاً أو متعباً، أو أن صوتك قد أصبح أجشاً، خذ قسطاً من الراحة الصوتية وتوقف عن الكلام.
- عدم الإفراط في تنظيف وتطهير الحلق.إن تطهير الحلق يعادل اصطدام الأحبال الصوتية ببعضها، لذلك فإن التطهير المفرط للحلق يمكن أن يؤدي إلى تلف الأحبال الصوتية أو الإصابة ببحة الصوت. أحد البدائل لتنقية الصوت هو أخذ رشفة صغيرة من الماء وبلعها بكل بساطة لإزالة الإفرازات من الحلق. لعل أبرز الأسباب التي قد تضطرنا لتنظيف وتطهير الحلق بشكل مفرط هي حالات طبية مثل: الارتجاع المعدي المريئي، الارتجاع الحنجري البلعومي، الجيوب الأنفية، أمراض الحساسية.
- التزام الصمت عند المرض.إذا كنت مريضاً، فحاول أن تلتزم الصمت. قلل من طلباتك الصوتية قدر الإمكان إذا كنت تعاني من خشونة بالصوت أو عدوى بالجهاز التنفسي العلوي كالزكام. يجب على المطربين والمغنيين أن يتحلوا بالحذر إذا أصبح صوتهم خشن أو أجش، ذلك لأن الإصابة الدائمة أو الخطيرة للأحبال الصوتية تزداد احتمالية حدوثها عند تورم أو تهيج الأحبال الصوتية. تساعد الراحة على تقوية الأحبال الصوتية على المدى الطويل.
من المهم أن تستمع دائماً إلى ما يخبرك به صوتك، وتحدث دائماً إلى الطبيب إذا كنت قلقاً بشأن مشكلة في حلقك.