العلاقة بين البدانة والسكتة الدماغية

يُصاب نحو 10 آلاف شخص سنوياً في دولة الإمارات بالسكتة الدماغية، 50% منهم تقريباً دون سن الـ45، في حين يبلغ معدل عمر مرضى السكتة الدماغية في العالم 65 عاماً.

يرتبط ارتفاع احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية بالعديد من العوامل، منها ما هو خارج عن السيطرة، مثل العمر والجنس والعوامل الوراثية، ومنها ما يمكن تجنبه وتفادي خطره، مثل التدخين واللياقة والوزن.

تأثير الوزن

يمكن أن تؤدي السمنة والبدانة إلى زيادة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم، الذي يعد المسبب الأساسي للسكتة الدماغية، والسكري الذي يزيد من احتمال حدوثها بنسبة ضعفين ونصف، بالإضافة إلى انخفاض مستوى الكوليسترول المفيد في الجسم، وهو أيضاً من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها.

إضافة إلى ذلك، قد تزيد البدانة أو السمنة من خطر حدوث السكتة الدماغية، وذلك نظراً للالتهابات الناجمة عن الأنسجة الدهنية الزائدة التي يمكن أن تؤدي إلى تراكم الترسبات على جدران الأوعية وتسبب تضيقها، كما يمكن أن تؤثر على الدم نفسه وتزيد من احتمال تشكل الجلطات فيه.

قد تؤثر هذه العوامل على الأوعية المسؤولة عن تغذية الدماغ فتسبب انسدادها وتؤدي إلى حدوث نقص تروية، وهي الحالة التي تعرف باسم السكتة الدماغية الإقفارية أو المصغرة. كما تزيد السمنة من خطر حدوث النزيف في الدماغ، وهو ما يعرف باسم السكتة الدماغية النزفية.

ويرتبط الوزن بعلاقة طردية مع خطر حدوث السكتة الدماغية، فكلما زاد الوزن ارتفع احتمال التعرض لها، وهكذا يعد البدناء أكثر عرضة لخطر السكتة الدماغية من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن الذين يواجهون بدورهم خطراً أكبر من الأشخاص الذين يتمتعون بأوزان صحية.

تعزيز عوامل الخطورة الأخرى

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، ترتبط البدانة أيضاً بارتفاع مستوى الكوليسترول وانقطاع التنفس أثناء النوم، وهما أيضاً يسهمان في زيادة خطر حدوث السكتة الدماغية.وهكذا فإن زيادة الوزن هي السبب في التعرض للكثير من المشاكل الصحية، وغالباً ما يعاني البدناء من أكثر من واحدة من هذه المشاكل في الوقت نفسه. فالبدناء الذين يعانون من السكري، على سبيل المثال، يكونون عرضة أيضاً لارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول في الدم.

التحكم بالوزن

ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة استشارة الطبيب للتخلص من الوزن الزائد والحد من احتمال تعرضهم للسكتة الدماغية أو حالات مرضية من شأنها أن تسهم في حدوثها. فيما يلي بعض النصائح المفيدة:

1. اتباع نظام غذائي صحي: أي نظام تقل فيه الدهون، خاصة المشبعة منها، وتكثر فيه الألياف ويحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه والمكسرات وأنواع السمك الدهني.
2. تقليل حجم الحصص في الوجبات: يمكن ببساطة اللجوء إلى استخدام طبق صغير للحد من كمية الطعام التي يتم تناولها في كل وجبة.
3. الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمعالجة: يُنصح بتحضير الوجبات في المنزل، فذلك يتيح إمكانية التحكم بنوعية الطعام وطريقة طهوه. الأطعمة المعالجة هي مصدر نحو 75 في المائة من الصوديوم الذي نستهلكه.
4. تقليل الملح: قد يؤدي الإكثار من الملح إلى ارتفاع ضغط الدم، لذلك يجب التقليل من استهلاكه وتجنب الأطعمة الغنية به والحرص على التأكد من كمياته ضمن المكونات المذكورة على ملصقات الأطعمة.
5. ممارسة الرياضة: يُنصح بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً، ولتكن البداية بالمشي ويمكن بعدها تنويع التمارين وزيادة شدتها. كما يُنصح بالبحث عن السبل المناسبة للحفاظ على النشاط اليومي، كاستبدال المصعد بالسلالم أو صف السيارة في أماكن بعيدة.
6. طلب مشورة المختصين: بالإضافة إلى استشارة الطبيب، من المفيد أيضاً استشارة أخصائي تغذية ومدرب لياقة بدنية للمساعدة في إعداد الخطة المناسبة للنظام الغذائي واللياقة.