تشخيص الأطباء لمريضة ألمانية بمرض التصلب العصبي المتعدد يدفعها للإنتقال إلى أبوظبي لتعيش حياة متوازنة

إنكين ستولي تترك وظيفتها المجهدة وتتبع نمط حياة شامل ومتوازن في أبوظبي لتسيطر على أعراضها من مرض التصلب العصبي المتعدد

عندما تُسأل إنكين ستولي البالغة من العمر 41 عاماً عن كيفية تعاملها مع مرض التصلب العصبي المتعدد، فإن أول ما تقوله للناس هو: "إن مرض التصلب العصبي المتعدد قد أصبح صديقاً لي."

تقول إنكين، وهي مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، انتقلت إلى أبوظبي، بعد عام من تشخيص الأطباء إصابتها بهذا المرض المزمن في عام 2008، وهو من أمراض المناعة الذاتية: "حين شخص الأطباء حالتي بأنني مصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، أجبرني ذلك على أن أتوقف، لأفكر برهةً في تلك الحياة المجهدة التي كنت أعيشها في ألمانيا. قررت أن أعيد تنظيم حياتي، وأن أتخلّى عما يساورني من مخاوف، وأفكاري التي تشعرني بالقصور، ثم بدأت أزداد وعياً بما يجب علي أن أتبعه في نظامي الغذائي وأسلوب حياتي. فقد أصبح مرض التصلب العصبي المتعدد تذكار لي بوجوب اعتنائي بنفسي. وأنا الآن، أحب أن أكون مصدر إلهام وتوعيةً للناس بأن يعيشوا نمط حياة صحي، سواءً كانوا مصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد أم لا."

قامت مريضة مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، جزء من مبادلة للرعاية الصحية، بزيارة أخصائي العيون، في بلدها ألمانيا، عندما بدأت تعاني من غشاوة في عينها اليسرى، قيل لها إنها مصابة بالتهاب العصب البصري، وهو من الأعراض النمطية لمرض التصلب العصبي المتعدد. أجرى الأطباء تصويراً بالرنين المغناطيسي لدماغها للتأكد من تشخيص إصابتها بالتصلب العصبي المتعدد، وبعد ذلك وصف الأطباء علاجاً مُعدِّلاً للمرض. غير أنها أصيبت بانتكاسة، في عام 2010 ، وظهرت عليها أعراض الخَدَر: وعند ذلك قررت إنكين أن تنتقل إلى أبوظبي. 

تقول إنكين، وهي أم لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات: "أشعر اليوم بالامتنان. فلولا إصابتي بهذه الحالة، لما كنت سافرت هذه المسافة الطويلة، لأنتقل إلى أبوظبي، وأبدأ رحلة جديدة، نحو حياة متوازنة. وهنا أيضاً كوّنت عائلتي، وأعيش الآن حياةً بلا أعراض لهذا المرض." 

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد، بحسب ما تقول الدكتورة بياتريس بينيديتي، طبيبة في معهد الأعصاب، بمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، فإن صحتهم الجسدية وتطور حالتهم يعتمدان اعتماداً أساسياً على التزامهم بنمطِ حياةٍ صحيٍ ونشِط، والصحة العقلية، إلى جانب تناول الأدوية. يقدم مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" نهجاً علاجياً يناسب كل شخص على حدةٍ، بحسب السمات الفردية لكل مريض، بما في ذلك شدة المرض، عمر المريض، الخطّة الأسرية، وتفضيلاتهم العلاجية. وييسّر المستشفى للمرضى العلاج الطبيعي، العلاج المهني، علاج التخاطب، طب العيون العصبي، طب الجهاز البولي العصبي، ويوفر لهم الأطباء النفسيين لعلاجهم، عند حاجتهم لذلك.

تقول الدكتورة بينيديتي: "أعتقد أن إنكين هي مثال ملهم لجميع من أصيبوا بمرض التصلب العصبي المتعدد. ومن الرسائل الرئيسية التي نشاركها مع مرضانا هي أنه ينبغي عليهم أن يعيشوا حياة طبيعية. فأغلب المرضى يمكنهم أن يتزوجوا، وأن ينجبوا أطفالاً، وأن يعملوا، وأن يسافروا، وأن يمارسوا الرياضة، وأن يفعلوا كل ما يطمحون إليه."

 أوضحت الدكتورة بينيديتي أنه على الرغم من عدم وجود علاج مُطلَق لهذه الحالة المزمنة، إلا أن أغلب حالات التصلب العصبي المتعدد متكرر الانتكاس والخمود، يمكن إدارتها بشكل جيد، خصوصاً إذا بدأ العلاج في وقت مبكر من مسار المرض. إن الاهتمام بالتغذية والتمارين الرياضية، قد يساهم في تحسين صحة المرضى وتقويتهم، بالإضافة إلى إبطاء تدهور الحالة. ويُنصح المرضى باتباع نظام غذائي متوازن، وبالحفاظ على المستوى الأمثل من فيتامين د. كما يُنصحون أيضاً بممارسة تمارين رياضية معتدلة وتمارين القوة لبناء العضلات ، والمساعدة في التنسيق والتصلب.

تقول الدكتورة بينيديتي: "يشيع بين مرضى التصلب العصبي المتعدد العديد من المفاهيم الخاطئة بشأن العمل والتمارين الرياضية. فهم يعتقدون أن التمارين الرياضية يمكن أن تزيد الأعراض سوءاً. على العكس من ذلك، فالأطباء يوصون بأن يظل مرضى التصلب العصبي المتعدد نشيطين حفاظاً على قوتهم وتوازنهم. وأنا دائماً أذكّر المرضى الذين أعالجهم بأن معظمهم، يستطيعون أن يمارسوا جميع الأنشطة التي اعتادوا أن يمارسوها، طالما أنهم يتناولون أدويتهم، ويتبعون نمط حياة صحي، ويلتزمون بنصيحة طبيبهم." 

تقول إنكين، وهي تدير صالون تجميل مع أختها في العاصمة، إنها استطاعت أن تتحكم في الأعراض التي تنتابها، بانضباطها في نمط الحياة الذي تتبعه، بشكل شامل. تقول إنكين: "أهتم كثيراً بتغذيتي، وبنوعية وكميّة المياه التي أشربها، وأهتم كذلك بقضاء وقت في الطبيعة، مع التزامي بعادات صحيّة في نومي، وبكل ما كنت أتجاهله قبل إصابتي بمرض التصلب العصبي المتعدد. فأنا أمارس الرياضة يومياً، وأبدأ يومي بالتأمل ويقظة العقل، إذ أن ذلك يُبقي جسدي وعقلي في توازن."

تتواصل إنكين الآن مع المرضى المصابين بالتصلب العصبي المتعدد، في جميع أنحاء العالم، كسفيرةَ أملٍ لمرضى التصلب العصبي المتعدد، تحفيزاً لهم ليتخذوا الخطوة نفسها نحو التعافي.

"أنا الآن في مهمّة، ورسالتي هي دعوة الناس لأن يعيشوا حياة صحية. وأريد أن أدعم المزيد من الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليفهموا مرض التصلب العصبي المتعدد بشكل أفضل، وأن يَرَوا أن هذه نعمة جاءت إليهم لتتغير حياتُهم، وليكونوا قادرين على أن يعيشوا حياة متوازنة إيجابية."

أطلق مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" موقعاً إلكترونياً جديداً، باللغتين الإنجليزية والعربية، يقدم لمرضى التصلب المتعدد وعائلاتهم نصائح عملية بلغة بسيطة سهلة الفهم، عن موضوعات تتحدث عن أعراض المرض، تشخيصه، علاجه، ونمط الحياة التي يعيشها المصابون به، إضافة إلى التمارين التي يمكن لهم أن يمارسوها، والنظام الغذائي المناسب لهم. يوفر الموقع أيضاً مواد لدعمهم وتثقيفهم طبياً، ويستضيف الموقع روابط خارجية للأطباء، ولمرضى التصلب العصبي المتعدد ومن حولهم، وبنطاق أوسع، في دولة الإمارات العربية المتحدة.

لمعرفة المزيد، أو لحجز موعد في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، يمكنكم الاتصال على الرقم 2223 8 800، أو زيارة الموقع الإلكتروني ClevelandClinicAbuDhabi.ae، أو تنزيل التطبيق الإلكتروني الخاص بالمستشفى.