عاد فريق من مقدّمي الرعاية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" إلى الدولة بعد استكمال مهمته التي جاءت تحت إطار تطوعي ومظلة إنسانية بتقديم الدعم ضمن جهود الإغاثة الطبية في مخيمات لاجئي الروهينغا ببنغلاديش، وذلك على خلفية مشاركة الفريق الطبي في برنامج التطوّع.
وقد تمت مباشرة عمليات الإغاثة الطبية في إطار العمل التطوعي للبرنامج، الذي تم تأسيسه بالشراكة مع جمعيات خيرية ومؤسسات الإغاثة الرسمية، بتكاتف جهود أخصائيون من معهد طب الطوارئ وقسم الوقاية ومكافحة العدوى لاستكمال المهمة الإغاثية الطبية في مخيمات الإيواء القائمة في البلاد.
وفيما تُشير التقديرات إلى أن المخيمات المؤقتة القائمة على الحدود الفاصلة بين بنغلاديش وميانمار تأوي مليون لاجئ من الروهينغا النازحين، كانت الجهود الإغاثية قد تضمنت تقديم الدعم الطبي لما يتراوح بين 100 و200 حالة مرضية يومياً تنوعت ما بين الأطفال وكبار السن، حيث شملت الرعاية الطبية المقدّمة للاجئين علاج أمراض الجهاز التنفسي والأمراض التي تسببها العدوى الطفيلية والأمراض الجلدية.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور جاك كوبيرسي، رئيس معهد طب الطوارئ في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "نفخر بكوادرنا الطبية التي تضم مقدّمي رعاية لا يتوانون عن تسخير خبراتهم وبذل الوقت والجهد في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية الطبية لإغاثة المتضررين من الكوارث الإنسانية والتخفيف عنهم، ولاسيما أن جهود الإغاثة الطبية جاءت تزامناً مع الاحتفاء بـ "عام زايد" تخليداً للإرث الإنساني للوالد المؤسس رمز الخير والعطاء الإنساني".
وفي تعليقها على الموضوع، تحدّثت الدكتورة كريستيان هالوران، الطبيبة الأخصائية في معهد طب الطوارئ لدى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، والتي كانت قد تطوّعت للمشاركة إلى جانب الفريق الطبي التطوّعي، حول طبيعة التحديات والصعوبات التي يواجهها الأخصائيين الطبيين في مخيمات الإغاثة، وأوضحت أن الكثير من اللاجئين المرضى كانت حالاتهم شديدة تعذّر معها توجههم إلى عيادات المخيم، ما استدعى علاجهم ميدانياً. ففي واحدة من هذه الحالات، أُصيب بعض اللاجئين الفارين هرباً من الاضطرابات التي تشهدها ميانمار على إثر تعرّضهم لهجوم من جانب فيلة برية، ما استدعى تلقيهم للرعاية الطبية العاجلة في موقع الحادثة.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة كريستيان: "بالرغم من جسامة التحديات، لاسيما في ظل التوقعات بارتفاع المخاطر الصحية تزامناً مع موسم الرياح الموسمية المرتقب بالنظر إلى العدد الكبير للاجئين، لكن واقع التجربة ذكّرني بالسبب الذي دفعني لاتخاذ القرار بامتهان الطب. وعلى الرغم من محدودية الإمكانيات في ظل غياب الأجهزة والمعدات والوسائل التكنولوجية المتوفّرة في مرافق المستشفى في أبوظبي، إلّا أننا أحدثنا أثرا كبيرا في حياة اللاجئين في المخيمات."
هذا وكان فريق مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" الطبي التطوّعي الذي قدّم الإغاثة الطبية في بنغلاديش قد ضم خمسة أطباء أخصائيين من معهد طب الطوارئ وممرضة طوارئ ومدير من قسم الوقاية ومكافحة العدوى.
ويُذكر أن مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" هو أحد مرافق شبكة الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، ويحرص على تضافر الجهود مع سائر مؤسسات ومنشآت الرعاية الصحية لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المُلحّة للإمارة.