جراحةٌ بالعين تمنح طفلاً عمره 11 شهراً أفقاً جديداً

الأطباء بمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" يؤكدون على الفوائد النفسية والاجتماعية بالإضافة إلى البصرية منها للعلاج المبكر

​يقول الأطباء، في معهد العيون، بمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، جزء من مبادلة للرعاية الصحية، أن جراحة تصحيح النظر يمكن أن تجعل الأطفال أكثر ثقة بأنفسهم، وأكثر انسجاماً وقدرةً على التحصيل الدراسي بشكل كامل، إضافةً إلى تحسين قدرتهم البصرية.  

فمشكلة الحول هي إحدى أكثر حالات عيون الأطفال شيوعاً، وفقاً لأطباء العيون بالمستشفى، حيث تؤثر هذه الحالة على حوالي 4% من الأطفال.  ويقصد بالحول عدم توازي العينين بشكلٍ صحيحٍ، عند النظر، مما يؤدي إلى استخدام الدماغ لعين واحدة في كل مرة بدلاً من استخدام كليهما معًا لإدراك المرئيات بشكل كاملٍ. والحول، إذا لم يُصحح، قد يؤثر على قدرة الطفل على التحكم في حركته بدقّة، وقد يؤثر على إدراك عمق المرئيات بشكلٍ صحيح، وعلى التنسيق بين العينين واليدين، وعلى سرعة القراءة. ومع ذلك، فإنه من المحتمل أن يكون  الضرر الأكبر للحول هو على الحالة النفسية والاجتماعية على الأطفال  في فترة  نموهم وتطور شخصيتهم. 

يقول الدكتور عارف خان، طبيب عيون الأطفال، في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "يمكن أن يواجه الأطفال مشكلات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بضعف النظر الناتج عن الحول، ومنها عدم القدرة على التحكم الدقيق بالحركة، والتحصيل الدراسي؛ وهذه مشكلات مفهومة بوجهٍ عامٍّ. ومع هذا، فإن الآثار النفسية والاجتماعية لهذه المشكلة، لا يتم الحديث عنها إلا قليلاً. فالأطفال قد ينظرون إلى رفيقهم الذي في عينيه حولٌ نظرةً مختلفةً، وبشكل علني،  وحتى الكبار أنفسهم قد يفعلون الشيء ذاته حتى لو كان بلا وعيٍ، ومن دون قصد. وهذا يؤثر على احترام الطفل لذاته، وثقته بنفسه، وعلى نمو شخصيته. ومن هنا، وبالإضافة لفوائد العلاج على البصر، فإن تصحيح الحول يعني أننا نعطي الطفل أفضل فرصة للتمتع بحياة أفضل. 

 كانت تلك المخاوف هي الشغل الشاغل لوالدَيْ آدم الجمّال منذ أن لاحظوا أن عينيه الاثنتين ليستا متوازيتين بشكل صحيح، وذلك منذ أن كان عمره لا يتجاوز الشهرين. وبسبب قلقهم من أن هذه المشكلة ربما تكون علامة دالة على مشاكل في النظر أكثر خطورة، بدأ والداه يستشيران الأطباء لمعرفة سبب عدم توازي عينيه بشكل صحيح، ولمعرفة إن كان تصحيحه ممكناً. 

يقول محمد الجمَّال، والدُ آدم: " في البداية، اعتقدنا أن الأمر قد يقتصر على أن الأطفال حديثي الولادة لا تكون عيونهم متوازية بشكل كامل. ولكن بعد حوالي الشهر، بدأ القلق يساورنا من أن المشكلة ربما تكون أكبر من ذلك. كوالد، أنت تريد لطفلك أن تتوفر له أفضل الفرص لإدراك العالم من حوله، ولفهمه بأفضل ما يكون، وأن لا يشعر بالعزلة، وأن لا يجد نفسه غير قادر على التفاعل مع من حوله. لهذا السبب بدأنا باستشارة الأطباء، والتقينا أخيراً بالدكتور خان." 

بدأ فريق الرعاية الطبية لآدم بإجراء فحص شامل لتحديد مقدار حول عينيه، وللتأكد أيضاً من عدم وجود أي حالات أخرى بالعين قد  تكون المسببة في ذلك. لم يعثر الأطباء على أي حالة أخرى، فبدأوا بتفصيل نظارة له ليروا إمكانية تصحيح الحول دون الحاجة لجراحة. أكدت المتابعة المنتظمة خلال الأشهر القليلة التالية أنه في حين أن النظارات قد حسنت حالة آدم، إلا أن الجراحة ستكون مطلوبة لتصحيحها بشكل كامل.

ويتابع الدكتور خان، قائلاً: " كانت رؤية آدم جيدة، ولكن بدلاً من استخدامه لعينيه معًا في النظر، كان يستخدم عين واحدة فقط.. فكان ضرورياً أن نجري له عملية جراحية، في أقرب وقت، حيث أن الوصلات [العصبية والبصرية] التي تربط دماغه بعينيه ما زالت تنمو وتتطور. إن إجراء الجراحة في وقت مبكريمكننا من منحه أفضل فرصة لتطوير الروابط الصحيحة بين العينين والدماغ، مما يتيح له التعرف على العالم و على ما حوله بكلتا العينين في آن واحد."  

وبالتالي، أُجريت لآدم عملية جراحية في عضلة العين، حين كان عمره 11 شهراً فقط. وقد استغرقت العملية 40 دقيقة، وتم أثتائها تعديل وضع عضلات عينيه للتعويض عن الانعطاف الذي تسبب بالحول. ومع إعادة تنظيم موازاة العينين، يصبح الدماغ قادراً على تثبيت الوضع المستقيم - للأمام الجديد على أنه الوضع الصحيح. وبعد الجراحة مباشرة كان ما تحقق من تحسن في نظر آدم واضحاً جداً لوالديه. 

ويختم محمد حديثه قائلاً: "بعد الجراحة مباشرةً، شعرت أن آدم صار أكثر سعادةً واسترخاء. وكان أكثر تفاعلاً معنا، لأن مجال رؤيته أصبح أكبر. وقد لاحظنا بوضوح، على مدى عدة أيام، أنه كان مسروراً جداً بهذا. وآدم الآن يركض في كل أنحاء المنزل، فَرِحاً بكل ما حوله. ولهذا، أريد حقّاً أن أنصح جميع الآباء الذين تواجههم ظروف شبيهة أن لا يؤخّروا فحص نظر أطفالهم، وأن لا يتركوا هذا الأمر للصدفة؛ فكلما تحدثت مع الطبيب مبكراً عن هذه المشكلة، كلما كان ذلك أفضل.   

يعمل في معهد العيون، بمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أطباء متخصصون في طب عيون الأطفال وفي تصحيح نظر الأطفال، ولديهم خبرات كبيرة في فحص نظر الأطفال من جميع الأعمار وتحديد مشكلات النظر التي يعانون منها، وكل ذلك يكون بطريقة محببة للأطفال، ودون الحاجة إلى تخدير. وعند الضرورة، يُجري الأطباء جراحات تصحيح النظر، حتى للأطفال حديثي الولادة، ممن يعانون من أمراض خِلْقية نادرة. ويوصي الأطباءُ بضرورة إجراء فحص أوّلى لعيون الأطفال في سن الرابعة. حيث أن فحص النظر فحصاً فعالاً في سن الطفولة يسمح بمعالجة مشاكل النظر، منذ وقتٍ مبكرٍ، حيث يكون الجهاز البصري ما يزال في مراحله الأولى من التطور والنمو، وقابلاً للتصحيح. وبالتالي، إذا ما اشتبه الوالدان في أن طفلهم يعاني من مشكلة ما في عينه، فيجب عليهم أن يسارعوا إلى فحصه، في أقرب وقت، بغض النظر عن عمره.

 لمعرفة المزيد، أو لحجز موعد في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، يمكنكم الاتصال على الرقم 2223 8 800، أو زيارة الموقع الإلكتروني ClevelandClinicAbuDhabi.ae، أو تنزيل التطبيق الإلكتروني الخاص بالمستشفى.