وأكد د. شفيق صيداني، أخصائي جراحة القولون والمستقيم في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أهمية الكشف المبكر عن سرطان القولون، وقال: "من أكبر مشكلات سرطان القولون أنه، وخلافاً لأنواع السرطان الأخرى، يمكن أن يتطور دون أن يسبب أي أعراض على الإطلاق. نحن ننصح كل شخص لديه تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عنه، حتى وإن كان دون سن الـ40 عاماً، وهو السن الذي يُنصح به للبدء بإجراء هذه الفحوصات".
وكانت المريضة البالغة من العمر 39 عاماً قد اكتشفت إصابتها بورم خبيث قطره 5 سنتيمترات في القولون عندما دخلت إلى أحد مستشفيات دبي للعلاج من جرثومة في المعدة.
وضمن سلسة التحاليل التي أجراها الأطباء التنظير بواسطة الكبسولة، الذي يستخدم كاميرا صغيرة لا سلكية موضوعة داخل كبسولة بحجم كبسولة الدواء تلتقط صوراً للجهاز الهضمي، حيث أظهرت النتائج وجود نزيف من ورم في المصران الأعور الذي يقع جانب الزائدة الدودية في نقطة التقاء الأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة
بعد تنظير الكبسولة، وبناء على نصيحة من أحد زملاء العمل، زارت المريضة الدكتورة باسكال أنغليد، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والكلى في معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، التي اطلعت على نتائج الفحوصات، وطلبت إجراء تنظير كامل للقولون وأخذ خزعة من الورم. وأظهر تقرير تحليل الخزعة أن الورم خبيث ويبلغ قطره حوالي خمس سنتيمترات.
وعندها فقط بدأت المريضة تفكر بتاريخ عائلتها الصحي، وتذكرت أن سرطان القولون لم يصب أحد من أفراد عائلتها الصغيرة من قبل، لكنه أصاب عم وابن عم لها في سن صغير نسبياً.
بناء على ذلك، شخص الأطباء حالة المريضة بمتلازمة لينش، وهي مرض وراثي يزيد من خطر حدوث سرطان القولون والسرطانات الأخرى، ويقدر الأطباء أنها السبب وراء نحو ثلاث من أصل كل 100 إصابة بسرطان القولون، ورأوا أن استئصال جزء القولون المتضرر من الورم هو أفضل وسيلة للعلاج.
وترأس د. صيداني فريق الجراحة الذي أجرى العملية وتم خلالها إزالة ما يتراوح بين 10-12 سنتيمتراً من الأمعاء الغليظة لدى المريضة. ولفت د. صيداني إلى أن المريضة كانت محظوظة للغاية، إذ تمكن الأطباء من اكتشاف الورم في مراحله الأولى، واستطاعوا بالتالي استئصاله جراحياً دون الحاجة لاستخدام علاجات أخرى مثل العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي.
هذا وينظم مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" حملة لتعزيز الوعي بسرطان القولون تستمر طيلة شهر مارس الذي يصادف الشهر العالمي للتوعية بهذا المرض، ويتضمن ذلك إقامة فعاليات للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض.
كما يوفّر معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" الرعاية الطبية والجراحية لاضطرابات الجهاز الهضمي. يقدم المعهد عدداً من الإجراءات المتطورة، مثل جراحة السمنة والفتق وجراحات المعدة والأمعاء والقولون والمستقيم التي تتم بمساعدة الروبوت وبأقل قدر من التدخل، إلى جانب عمليات التنظير المتطورة لاستئصال الأورام وعلاج تعذر ارتخاء عضلات المري وأمراض البنكرياس والقناة الصفراوية.
ُذكر أن مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" مدرج ضمن قائمة مراكز الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم لدى دائرة الصحة في أبوظبي. لحجز موعد، يمكن الاتصال على الرقم (2223 8 800).