ينظم مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" حملة لتعزيز الوعي بسرطان القولون تستمر طيلة شهر مارس الذي يصادف الشهر العالمي للتوعية بهذا المرض.
وفي إطار هذه الحملة، يجري المستشفى أبحاثاً للتعرف على مستويات الوعي بهذا المرض في دولة الإمارات، كما ينظم فعاليات للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض.
ومن المعروف أن سرطان القولون يصيب المرضى في أبوظبي في سن أصغر بـ15 عاماً مقارنة بأنحاء العالم الأخرى، إذ يبلغ متوسط العمر الذي يتم فيه تشخيص سرطان القولون 55 عاماً فقط، مقارنة بـ70 عاماً في الولايات المتحدة، بحسب دائرة الصحة في ابوظبي. ورغم عدم اكتمال البيانات المتعلقة بالكشف عن الأسباب الكامنة وراء ذلك، يشير الأطباء بأصابع الاتهام إلى عدم الاهتمام بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، بالإضافة إلى ضعف مستوى الوعي بهذا المرض.
وبهذا الشأن، أوضح د. شفيق صيداني، أخصائي جراحة القولون والمستقيم في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن سرطان القولون يختلف عن الكثير من أنواع السرطان الأخرى لأنه قد لا يسبب أي أعراض على الإطلاق، كما يمكن الوقاية منه. وأضاف د. صيداني: "فحوصات الكشف المبكر هي الطريقة الوحيدة للتأكد تماماً من عدم وجود هذا المرض. إننا نلمس تراجعاً في نسبة الوفيات الناجمة عن سرطان القولون في الدول الأخرى التي تطبق برامج وحملات توعية فعالة منذ زمن، ونريد أن نحقق الأمر ذاته هنا".
هذا ويحتل سرطان القولون المرتبة الثالثة بين أكثر أنواع السرطان انتشاراً في أبوظبي، وهو خامس أكبر مسبب للوفيات المرتبطة بالسرطان. لكن من المؤكد أنه بالإمكان الحد من خطر هذا المرض بشكل كبير في حال التزام نسبة أكبر من السكان بفحوصات الكشف المبكر للبحث عن وجود أي زوائد لحمية، وهي تكتلات غير طبيعية للخلايا، في القولون والمستقيم وأزالتها قبل أن تتحول إلى سرطان. تتضمن هذه الفحوصات تنظير القولون مرة كل 10 سنوات، أو تحليل البراز مرة كل عامين للكشف عن وجود آثار دم فيه.
من جانبها، شددت د. باسكال أنغليد، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" على أهمية أسلوب الحياة الصحي، وقالت: "الكسل هو أحد العوامل الأساسية للإصابة بالأمراض غير السارية، لذا فإننا ننصح الجميع بممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي. كذلك من المهم جداً إجراء فحوصات الكشف المنتظمة لاستئصال أي نمو غير طبيعي للخلايا بسرعة وسهولة قبل أن يتحول إلى ورم سرطاني".
ونتيجة لانخفاض معدل سن التشخيص الأول للمرض في دولة الإمارات، توصي دائرة الصحة في أبوظبي بضرورة البدء بإجراء فحوصات الكشف المبكر في سن الـ40 عوضاً عن سن الـ50 الذي تنصح به معظم الدول الغربية.
وأكدت د. أنغليد أن هذه الفحوصات تفيد في الكشف عن وجود الزوائد اللحمية الصغيرة التي يسهل استئصالها قبل أن تتحول إلى سرطان، وقالت: "ننصح كل من هم فوق سن الـ40 عاماً باستشارة الطبيب بشأن هذه الفحوصات، خاصة إذا كان لديهم تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان القولون، أو إذا كانوا يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون أو التهاب القولون أو من البدانة، أو إذا كانوا من المدخنين".
وتشير بيانات دائرة الصحة في أبوظبي إلى أن أعمار المرضى الذين شُخّص لديهم سرطان القولون في العام الماضي تراوحت من 16 إلى 91 عاماً.
يوفّر معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" الرعاية الطبية والجراحية لاضطرابات الجهاز الهضمي. يقدم المعهد عدداً من الإجراءات المتطورة، مثل جراحة السمنة والفتق وجراحات المعدة والأمعاء والقولون والمستقيم التي تتم بمساعدة الروبوت وبأقل قدر من التدخل، إلى جانب عمليات التنظير المتطورة لاستئصال الأورام وعلاج تعذر ارتخاء عضلات المري وأمراض البنكرياس والقناة الصفراوية.
يُذكر أن مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" مدرج ضمن قائمة مراكز الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم لدى دائرة الصحة في أبوظبي. لحجز موعد، يمكن الاتصال على الرقم 800 8 CCAD (2223 8 800).