الإجراءات والعلاجات

غسيل الكلى

ما المقصود بغسيل الكلى؟

إِنَّ معرفة بعض المعلومات عن الكليتين ووظائفهما ضرورية لفهم غسيل الكلى. والكلى أو الكلية أحد أعضاء جسم الإنسان، وتقع في الجزء الخلفي للجسم تحت الأضلاع مباشرةً. وتبدو الكليتان كحبتي فاصوليا ويُقارب حجم الكلى الواحدة قبضة اليد. وفي معظم الحالات يُولَد الإنسان ولديه كليتين، تقع كل واحدة منهما على جانب من الجسم، ولكن يُمكن أنَّ يعيش الإنسان حياةً طبيعية بكلية واحدة فقط.

تقوم الكليتان بوظائف عديدة ومفيدة للجسم، إلا أنَّ وظيفة الكلى الرئيسية تتمثل في تنقية الدم عن طريق إزالة الماء الزائد والملح والفضلات التي خلَّفها استخدام الجسم للطاقة التي يحتاجها للعيش. ويتم طرح السوائل الزائدة والفضلات إلى خارج الجسم عند التبول.

وطالما أن جسم الإنسان مؤلف من الماء في المقام الأول تعمل الكليتان على تحقيق التوازن السليم بين السوائل التي يحتاجها الجسم لينعم بصحةٍ جيدة. كما تعمل الكليتان على ضبط ضغط الدم والحفاظ على ثبات مستويات بعض المواد الكيميائية، كما تصنع الكليتان الهرمونات الضرورية لقيام الجسم بوظائفه بشكلٍ صحيح.

وتحتوي كل كلى على حوالي مليون تركيب صغير يسمى الكُليون إلى جانب سلسلة من الأنابيب الجامعة التي تقوم بعملية تنقية الدم. ويفقد الكُليون أحيانًا قدرته على تنقية الدم، ويكون سبب ذلك في أغلب الأحيان إصابة المريض بحالاتٍ مرضية مثل السُّكَّري وارتفاع ضغط الدم والبدانة. وبالتالي يبدأ اعتلال الكليتين نتيجة بذلهما جهدًا إضافيًا للقيام بوظائفهما. وفي معظم الأحيان يحدث تلف الكليتين ببطء على مدار فترة من الزمن.

عند توقف الكليتان عن العمل يجب تنقية الدم من الشوائب بوسيلةٍ أخرى، وهنا يأتي دور غسيل الكلى كوسيلة علاجية للقيام بالوظائف التي لم تعد الكلى قادرة على أدائها. ولغسيل الكلى أنواع مختلفة حيث يكمن الاختلاف في طريقة تنقية الدم. وتتضمن الطريقتان الرئيسيتان لغسيل الكلى غسيل الدم والغسيل الصفاقي. وعلى المريض والطبيب مناقشة أي من نوعي غسيل الكلى أنسب لحالة المريض.

ما هو غسيل الدم؟

تُستخدم خلال غسيل الدم جهاز مزوَّد بمرشِّح خاص يُدعى المديال، ووظيفته تنقية الدم من الشوائب. ويُطلق على المديال أحيانًا بالكلى الاصناعية حيث يتدفق الدم من جسم المريض إلى المديال لتنقيته، بعدها يعود الدم النقي إلى الجسم. ويخرج الدم من الجسم ويعود إِليه عبر فتحة صغيرة تسمى المنفذ. ويجدر بالذكر أن الطبيب يقوم بعمل فتحة المنفذ في إجراءٍ بسيط ولا يُسدّ المنفذ حتى في الأوقات الفاصلة بين جلسات العلاج. وأثناء تلقي المريض العلاج تُثبت الِإبر في المنفذ حتى يتدفق الدم من وِإلى الجسم.

وهناك أنواع مختلفة للمنفذ منها الآتي:

الناسور: هو النوع الأكثر شيوعًا حيث يربط الطبيب الشريان بالوريد مباشرةً في ذراع المريض على الأغلب، ويسمح الناسور لمزيدٍ من الدم بالتدفق خلال الوريد، ويُمكن أنَّ تستغرق تهيئة الناسور للاستخدام عدة أشهر.

الرقعة: إذا كانت أوردة المريض صغيرة أو لا يمكن عمل الناسور لديه بشكلٍ صحيح يُمكن أن يضع الطبيب أنبوب مجوف ولين تحت جلد المريض لربط الشريان والوريد. وتصبح الرقعة جاهزة للاستخدام حالما يخف التورم الذي ينجم عن الإجراء الجراحي، إلا أنَّ ذلك لا يتجاوز أسبوع واحد أو اثنين.

أنبوب القسطرة الوريدي: من الضروري في بعض الأحيان البدء في إجراء غسيل الكلى قبل أنَّ يكون الناسور أو الرقعة مهيئين للاستخدام. ويُمكن في هذه الحالات أنَّ يضع الطبيب أنبوب مجوف خلال الوريد الأكبر في الرقبة أو الكتف على الأغلب. ويكون هذا المنفذ مؤقتًا في العادة لحين الانتهاء من عمل المنفذ الدائمي.

ويُلفت الانتباه إلى أنَّه يتم تدريب المريض حول كيفية العناية بالمنفذ.

يُمكن إجراء غسيل الدم في المستشفى أو في العيادة المختصة بغسيل الكلى، كما يعتمد الوقت الذي يستغرقه غسيل الكلى على عوامل يدخل في جملتها مدى التلف الذي تعاني منه الكليتين ووزن المريض وكمية السوائل الزائدة في جسمه ونوع جهاز الغسيل المستخدم. وتستغرق الوسائل العلاجية في معظم الحالات حوالي أربع ساعات، فضلًا عن ذلك تصل وتيرة إجراء غسيل الكلى إلى ثلاث مرات في الأسبوع الواحد، وعلى المريض أنَّ يلتزم بنظام غذائي خاص.

كيف يشعر المريض أثناء إجراء غسيل الكلى؟

إِنَّ غسيل الكلى بحد ذاته غير مؤلم ولكن قد يشعر المريض بنوع من عدم الارتياح عند إدخال الِإبر، كما قد يشعر بالدوار أو الصداع أو ألم المعدة أو بعض التقلصات. وعادةً ما تزول هذه الأعراض بعد الجلسات العلاجية الأولى، ويشعر بعض المرضى بالحزن أو الاكتئاب بسبب تغيير نمط حياتهم. فإذا كانت أي من هذه الأعراض تُضايق المريض عليه إخبار الطبيب أو الممرض.

كيف يشعر المريض بعد إجراء غسيل الكلى؟

تعمل الكليتان السليمتان طيلة اليوم دون أن يشعر الإنسان بذلك، ولكن في حال إجراء غسيل الكلى يتراكم الماء الزائد والفضلات في الفترات الفاصلة بين جلسات العلاج. بالإضافة إلى ذلك يستلزم جهاز غسيل الكلى وقتًا طويلًا ليقوم بتنقية الدم، ولهذا يضع هذا الِإجراء عبئًا على الجسم فيشعر معظم المرضى بالتعب بعد العلاج.

ما هو الغسيل الصفاقي وكيف يختلف عن إجراء غسيل الدم أعلاه؟

يختلف الغسيل الصفاقي عن سابقه من حيث الطريقة التي يتم خلالها تنقية الدم، إذ تتم تنقية الدم داخل جسم المريض وليس عن طريق الكليتين، إضافةً إلى أنَّ الغسيل الصفاقي يتيح للمريض خيار عدم الذهاب إلى مركز مختص بغسيل الكلى. يمكن للمريض إجراء الغسيل الصفاقي بنفسه في المنزل، أو حتى في مكان العمل. وهناك نوعان من الغسيل الصفاقي، هما: الغسيل الصفاقي المستمر المتنقل والغسيل الصفاقي المستمر التدويري.

الغسيل الصفاقي المستمر المتنقل: يتم ضخ سائل الترشيح الخاص والذي يُدعى ديالة في حيز البطن المسمى بالتجويف الصفاقي وذلك من خلال فتحة صغيرة وباستخدام أنبوب القسطرة (المُقسطِر). ويمكن لهذا السائل ان يُزيل الفضلات خلال أوعية الدم التي تُغطي التجويف الصفاقي، فيما تتم إزالة الماء والفضلات عندما يطرح المريض هذا المحلول خارج جسمه.

وتُدعى عملية تعبئة وتفريغ السائل بالتبادل، وعادةً ما يستغرق هذا التبادل حوالي 30 إلى 40 دقيقة ليكتمل، ويستقر سائل الغسيل الصفاقي داخل البطن لعدة ساعات خلال عملية التبادل. ويُحدد المريض وتيرة إجراء هذا الغسيل استنادًا إلى حالته، ولكن بشكلٍ عام يُجرى هذا الغسيل أربع مرات في اليوم الواحد ولا يُستخدم أثنائه جهاز معين، وبذلك يتيح للمريض خيار التنقل في وقت إجرائه.

الغسيل الصفاقي المستمر التدويري: يستخدم في هذا الغسيل جهاز يُدعى المدوِّر ووظيفته تعبئة المحلول ثمَّ ترشيحه من الجسم، ويُتيح الغسيل الصفاقي إجراء غسيل الكلى في الوقت الذي يكون فيه المريض نائمًا وبذلك يمكنه التفرغ خلال النهار للدراسة أو العمل. وعادةً ما يستغرق هذا الغسيل 6 إلى 8 ساعات، ويُجرى بمعدل 5 إلى 7 مرات في الأسبوع.

هل يمكن لغسيل الكلى أن يُشفي أمراض الكلى؟

لا يُشفي غسيل الكلى الأمراض التي تُعاني منها الكليتين، فعلى الشخص المصاب بمرضٍ كلوي خطير إلى حدٍّ كبير أنّ يواظب على إجراء غسيل الكلى طيلة حياته. ولكن استنادًا إلى رغبة المريض وموافقة الطبيب على موائمة الإجراء يمكن أن يخضع المريض لجراحة زرع الكلى، ففي هذه الجراحة يوضع في داخل جسم المريض كلى سليمة مصدرها متبرع لتعمل كما لو كانت كلية المريض الأصلية.

ما هي التوقعات المستقبلية حول غسيل الكلى؟

يُمكن لمعظم المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى أنّ يعملوا ويستمتعوا بحياةٍ طبيعية طالما واظبوا على إجراء غسيل الكلى، وِإن التغيير الأساسي في حياتهم هو التَعوُّد على الالتزام بجدول إجراء غسيل الكلى، علمًا أنَّ بإمكان المريض السفر طالما كان متهيئًا.

في حال المريض الذي يلجأ إلى الغسيل الصفاقي من الضروري أخذ الكثير من اللوازم معه إضافةً إلى سائل الترشيح وجهاز تدوير السائل، أو يمكنه أنّ يقوم بالترتيبات اللازمة حتى تُرسَل لوازم غسيل الكلى إلى محل إقامته أثناء السفر. أمَّا في حال المريض الذي يلجأ إلى غسيل الدم فعليه أنّ يتصل بمركز غسيل الكلى بالقرب من محل إقامته أثناء السفر وذلك قبل سفره بستة أسابيع على الأقل، وبذلك يتسنى له تحديد موعدًا في ذلك المركز لإجراء غسيل الدم. ويمكن للممرض أو أخصائي إجراء غسيل الكلى إخبار المريض عن كيفية العثور على مراكز غسيل الكلى في المدن الُأخرى.

وفي بعض الحالات التي يُعاني فيها المريض من الفشل الكلوي الشديد إثر التَسَمُّم أو بعض الأدوية أو الأذى قد تستأنف الكلى وظائفها الطبيعية، وحينها ليس هنالك حاجة لإجراء غسيل الكلى.

حقوق الطبع والنشر 2017 كليفلاند كلينك أبوظبي. الحقوق محفوظة.

هذه المعلومات مقدمة من كليفلاند كلينك أبوظبي، التابعة لمبادلة للرعاية الصحية، ولا يُقصد منها أن تحل محل المشورة الطبية المقدمة من طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية. يرجى استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للحصول على المشورة بشأن أي حالة طبية خاصة.

نحن هنا لمساعدتك على إدارة خدماتك الصحية بكل سهولة

800 8 2223 طلب موعد معاينة طبية
CCAD

أطباؤنا

تعرف على جميع أطبائنا في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي

اطلع على جميع الأطباء
CCAD

قصص المرضى

استمع إلى قصص مرضانا الملهمة

اعرف المزيد
CCAD

شركاء التأمين

يتعاون كليفلاند كلينك أبوظبي مع مجموعة واسعة من شركات التأمين الصحي

اعرف المزيد