الأخبار شارك 13 نوفمبر 2019 العودة إلى الأخبار

مرضى إماراتيون يخضعون لعملية جراحية مُبتكرة في القلب

مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي يطرح أسلوباً علاجياً جديداً لتصحيح عيوب صمّام القلب بأقل تدخل جراحي

خضع مجموعة من المرضى في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي مؤخراً لعملية جراحية مبتكرة جديدة لتصحيح القلس التاجي، وهو عيب خطير يُصيب صمّام القلب التاجي. يُذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تُنفّذ فيها عملية من هذا النوع خارج أوروبا.

تُستخدم هذه العملية الجراحية الجديدة، التي تتم بأقل تدخل جراحي، كبديل عن جراحة القلب المفتوح، وتستهدف المرضى الذين يعانون من حالات مرضية خطيرة في القلب، حيث يزرع الأطباء جهازاً صغيراً عن طريق أحد الأوردة في ساق المريض من أجل تصحيح القلس التاجي لديه أثناء قيام القلب بوظيفته. وتتميز هذه التقنية بأنها تساعد المرضى على التعافي من العملية الجراحية بشكل أسرع، إذ يمكنهم مغادرة المستشفى بعد يوم واحد فقط من خضوعهم لها.

هذا وتم اختيار مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي كأول مستشفى يُجري هذا النوع من العمليات الجراحية على مستوى العالم عقب انتهاء التجارب الطبية على هذه العملية المبتكرة وذلك نظراً للموقع المتميز الذي يتمتع به المستشفى في دولة الإمارات والذي يسمح له بتطبيق كلّ من الأنظمة الرقابية الأوروبية والأمريكية. يُذكر أن أول من خضع لهذه العملية في دولة الإمارات هما مواطنان إماراتيان، ما يعني أن الإمارات هي أول دولة تنجح في تنفيذ هذه العملية، متقدمة بذلك على دول عديدة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال في مرحلة اختبار هذا الإجراء العلاجي المبتكر، ما يعكس التقدم السريع الذي يُحرزه قطاع الرعاية الصحية في الدولة.

وكانت العملية الجراحية المبتكرة قد أُجريت على يد د. راكيش سوري، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي وأحد أبرز الخبراء في مجال تصحيح الصمام التاجي، ود. محمود طرينة، أخصائي أمراض القلب التداخلية في كليفلاند كلينك أبوظبي، بالإضافة إلى د. أحمد بافضل المتخصص في مجال تصوير القلب والذي تولّى مهمة الإشراف على التصوير الحيّ للعملية الجراحية.

وفي تعليقه على هذا الإنجاز قال د. محمود طرينة: "ما يميّز مجال الطب في أبوظبي هو أن الجهات التنظيمية والرقابية المسؤولة عن قطاع الصحة هنا تستجيب بسرعة لاحتياجات المجتمع المحلي. فعندما طرحنا فكرة هذه العملية الجراحية لأول مرة وقدمنا الأدلة التي تثبت فاعليتها، حصلنا على موافقة الجهات المسؤولة في بضعة أسابيع فقط. بفضل هذه الاستجابة السريعة سيكون بمقدور المرضى في الدولة الخضوع للعمليات الجراحية المبتكرة عند الحاجة إليها، والاستفادة من العلاجات الجديدة بشكل مبكر أكثر مقارنة بباقي دول العالم".

يُذكر أن موزة الكعبي، وهي أم لـ 18 طفلاً وتبلغ من العمر 71 عاماً، هي أول مريض يخضع لهذا العلاج الجديد في دولة الإمارات وذلك بعد أن عانت من مشاكل صحية في صمّام قلبها أثّرت بشكل كبير على حياتها على مدار الشهور 12 الماضية ومنعتها من أداء المهام اليومية الروتينية ودفعتها لزيارة المستشفى عدة مرّات. وكانت موزة قد مُنحت أولوية الخضوع لهذا العلاج الجديد كونها تعاني من مشاكل صحية في الكلى أيضاً، ما يمنعها من الخضوع لأي نوع آخر من العمليات الجراحية، بما في ذلك جراحة زراعة الأعضاء.

"بعد مرور يوم واحد فقط على خضوعي للعملية الجراحية، أصبحت قادرة على المشي وتمكّنت من صعود الدرج بسهولة لأول مرة منذ سنوات. أدهشتني نتائج العملية وأحمد الله على شفائي. فخورة جداً بوجود مستشفى ككليفلاند كلينك أبوظبي في الإمارات وأشكر قادة دولتنا على اهتمامهم بتوفير أفضل خدمات الرعاية الصحية لنا"، موزة في تعليقها على تجربتها العلاجية في المستشفى.

بعد نجاح عمليتها الجراحية التي أجريت لصمّام قلبها أصبح بالإمكان الآن إدراج اسم موزة على قائمة الانتظار الخاصة بزراعة الكلى، ما يعد بمستقبل مُشرق لها ولأسرتها.

وفي هذا الصدد قال د. طرينة: "تعتبر تجربة موزة خير مثال على الحالات المرضية التي يمكن علاجها من خلال هذا الأسلوب العلاجي المبتكر. وبفضل هذه الجراحة تحسّنت صحة موزة بشكل ملحوظ وأصبحت مؤهلة الآن للخضوع لجراحة زراعة الكلى التي ستساهم في تحسين صحتها بشكل أكبر".

يضم معهد القلب والأوعية الدموية والصدريةفي مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" نخبة من أفضل الأطباء والجراحين في العالم الذين يتمتعون بخبرات واسعة على المستوى الدولي بفضل الشراكة القوية التي تربط المستشفى مع كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة. يُذكر أن المعهد كان قد أجرى عدداً من العمليات الجراحية التي اعتبرت الأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات والمنطقة، ولا يزال مستمراً في طرح أساليب علاجية جديدة ومبتكرة لتلبية احتياجات الرعاية الصحية لدى المجتمع المحلي.