أجرى الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، في العاشر من شهر يونيو الحالي ثلاث جراحات لزراعة أعضاء من متبرع متوفى، وتضمنت الجراحات أول زراعة مزدوجة للرئتين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكانت عائلة المتوفى قد تبرعت برئتيه وكليتيه وكبده، فأجريت زراعات الرئتين والكبد وإحدى الكليتين في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، الذي يعد المركز الأول والوحيد في دولة الإمارات لزراعة الأعضاء المتعددة، فيما تم نقل الكلية الأخرى لاستخدامها في جراحة زراعة أخرى في مدينة الشيخ خليفة الطبية.
هذا وتُضاف الزراعة المزدوجة للرئتين، التي تتضمن استئصال رئتي المريض معاً واستبدالهما بالرئتين المتبرع بهما، إلى سلسلة الإنجازات التي حققها مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" في مجال زراعة الأعضاء، وذلك بعد أن نجح في وقت سابق من العام الحالي بإجراء زراعات رئة وكبد، كما شهد أول جراحة لزراعة القلب في الدولة في ديسمبر 2017. وقد أجريت العملية لسيدة وافدة تبلغ من العمر 45 عاماً كانت تعاني من تليف رئوي حاد مجهول السبب، وهو مرض تدرجي لا يمكن علاجه يسبب الكثير من التندب في الرئتين، وعادة ما يعيش المرضى لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات بعد تشخيصه في حال عدم إجراء الزراعة.
وترأس د. رضا سويلاماس، رئيس قسم جراحة الصدر في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، الذي أجرى أكثر من 150 عملية زراعة مزدوجة للرئتين خلال الـ10 سنوات الماضية، فريقاً ضم 10 أطباء من الأخصائيين في جراحة الصدر وطب الرئة والتخدير بالإضافة إلى كوادر التمريض المتخصصة بالرعاية الحرجة لإجراء الزراعة للمريضة. واستخدم الفريق طريقة مبتكرة قليلة البضع عبر إحداث ثقبين على كل جانب من جانبي الصدر دون الحاجة إلى المجازة القلبية الرئوية. من المعروف أن هذا النوع من الجراحات يسهم في تقليل الندوب وتسريع عملية التعافي وتقصير مدة الإقامة في المستشفى، مقارنة بالجراحة التقليدية.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، قال د, سويلاماس: "يسرنا أن أمور الجراحة سارت على ما يرام وأن صحة المريضة تتحسن بشكل جيد، وهي تتنفس الآن بشكل طبيعي، فقد كنا على أتم الاستعداد لإجراء هذه الزراعة التي استغرقت خمس ساعات ونصف. وهكذا أصبح برنامج زراعة الأعضاء في كليفلاند كلينك أبوظبي يوفر الآن خدمات زراعة الرئة الواحدة أو الزراعة المزدوجة للرئتين معاً. نحن فخورون بتحقيق هذا الإنجاز في غضون أقل من ثلاث سنوات، وبتوفير هذا المستوى الرفيع من خدمات الرعاية الصحية داخل دولة الإمارات والمساهمة في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز مهم لخدمات الرعاية الصحية".
من جهة أخرى، ترأس د, أنطونيو بينا، أخصائي جراحة الزراعة في معهد أمراض الجهاز الهضمي، الفريق الطبي الذي أجرى زراعة الكبد لمريضة من رأس الخيمة كانت تعاني من تليف حاد في الكبد، أما جراحة زراعة الكلية فقد أجريت برئاسة د. بشير سنكري، رئيس معهد التخصصات الجراحية الدقيقة ورئيس برنامج زراعة الأعضاء في المستشفى، وساهمت في إنقاذ حياة مريض آخر من المرضى المدرجين على قائمة الانتظار في المستشفى. ويشهد المرضى الثلاثة في وحدة الرعاية المركزة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" تحسناً في حالاتهم الصحية.
وأعرب د. راكيش سوري، الرئيس التنفيذي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" عن فخره بالإنجازات التي يحققها برنامج زراعة الأعضاء في المستشفى على صعيد تقديم خدمات الزراعة المتقدمة، وقال: "عندما افتتح المستشفى في مارس 2015، قطعنا عهداً بتزويد خدمات متطورة ومتميزة للرعاية الحرجة هنا داخل دولة الإمارات حتى نوفر على المرضى عناء السفر إلى الخارج، وتأتي جراحات زراعات الأعضاء المتعددة التي شهدها المستشفى في عام زايد لتؤكد التزامنا بالوفاء بذلك الوعد".
كما أشاد د. سوري بعطاء المتبرع وعائلته الذي ساهم في تغيير حياة أربعة أشخاص، وأضاف: "سنواصل العمل مع الهيئات المعنية لدعم تطوير قائمة بالمرضى الذين يحتاجون لزراعة الأعضاء تشمل جميع أنحاء دولة الإمارات للمساهمة في إمكانية استفادة عدد أكبر من المرضى من هذه الفرص".
هذا ويتعاون برنامج زراعة الأعضاء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" مع عدد من المؤسسات الكبرى في مجال عمليات زراعة الأعضاء المتعددة، مثل مركز زراعة الأعضاء في كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة ومبادلة وشرطة أبوظبي ودائرة الصحة ووزارة الصحة ووقاية المجتمع واللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء وعدد من الهيئات الحكومية الأخرى.