في إطار حملة "تعرف على قلبك" التي ينظمها على مدار شهر سبتمبر بمناسبة يوم القلب العالمي، أكد الخبراء في برنامج إعادة تأهيل مرضى القلب في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، أهمية العوامل المتعلقة بالنظام الغذائي والنشاط البدني والصحة النفسية في الحفاظ على صحة القلب.
ويتضمن برنامج إعادة تأهيل مرضى القلب في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" مجموعة من جلسات التوعية الصحية، التي يقدم فيها خبراء متخصصون نصائح حول التغذية الصحية واستخدام الدواء ومهارات الحد من الإجهاد والتعامل مع مرض السكري، وجلسات تمارين في الصالة الرياضية المزودة بأحدث الأجهزة المتطورة وأجهزة محمولة لمراقبة عمل قلب المرضى أثناء ممارسة الرياضة. يبدأ البرنامج بالمرحلة الأولى لتأهيل المرضى الداخليين، ثم يستمر إلى المرحلة الثانية لتأهيل مرضى العيادات الخارجية، كما تتوفر خدماته حتى للأشخاص الذين لا يعانون من أمراض قلب ويسعون لاتباع أسلوب حياة صحي.
وأكد محمود التميمي، المشرف في برنامج إعادة تأهيل مرضى القلب في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن هناك إمكانية لإصلاح الضرر الذي يصيب القلب من خلال الالتزام بتغييرات تتعلق بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة والتعامل مع الإجهاد، وأن هذه التغييرات يمكن أن تفيد في عملية التعافي.
وقال التميمي: "يمكن لأي شخص يشعر بقلق حيال صحة القلب أن يتخذ بعض الخطوات البسيطة المتعلقة بالنظام الغذائي والنشاط البدني لضمان تزويد القلب بالمواد الغذائية اللازمة وتعزيز قدرته على ضخ الدم عبر الجسم".
ويحتاج المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، أو الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بها، إلى اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم والأطعمة التي تقل فيها كمية الملح والدهون المشبعة. فهذا يساعد في الحفاظ على ضغط الدم ونسبة الكوليسترول ضمن المستويات الطبيعية، ويفيد بدوره في الحد من الإصابة بأمراض القلب، كما يقلل من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل الخرف والسكري وبعض أنواع السرطان. وكذلك تحتاج هذه الفئة إلى ممارسة الرياضة لتعزيز قوة القلب. فالرياضة المنتظمة قد تفيد في الوقاية من اضطراب نظم القلب وتؤثر على الجهاز العصبي الودي، الذي يخفض معدل ضربات القلب ويتيح للعضلة العمل بكفاءة أكبر، كما تفيد في خفض ضغط الدم وتحسين نسب الدهون والغلوكوز.
وإلى جانب الحمية والرياضة، ينصح الأطباء أيضاً باتباع السبل المناسبة لإدارة الإجهاد، إذ تؤدي حالات الغضب والعدائية الناجمة عن الإجهاد إلى ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب وإلحاق الضرر بالشرايين ورفع نسبة الكوليسترول وإضعاف الجهاز المناعي. كما يلجأ الأشخاص في أوقات الإجهاد إلى العادات الضارة، مثل التدخين والإكثار من الطعام، وكلها تزيد من خطر أمراض القلب.
وحول هذا الجانب، قال التميمي: "إن صحة الإنسان النفسية والعاطفية جزء لا يتجزأ من عملية التعافي، ولذلك لا بد من التركيز عليها لتحقيق أفضل النتائج على صعيد الصحة الجسدية. ولهذه الغاية، يمكن الاستعانة بالخبراء للمساعدة في معرفة سبل التعامل مع القلق والإجهاد والغضب والاكتئاب. يمكننا علاج الحالات القلبية بواسطة الأدوية والجراحة في حال حدوثها، لكن الصحة النفسية مهمة جداً لعلاج الأسباب الكامنة وراء هذه الحالات".
هذا وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل أمراض الشريان التاجي ومرض القلب الروماتيزمي وفشل القلب، أهم أسباب الوفيات على الصعيد العالمي، وهي تؤدي إلى نحو 17.9 مليون حالة وفاة سنوياً، ويزداد خطر الإصابة بهذه الأمراض نتيجة بعض العوامل السلوكية، مثل اتباع نظام غذائي غير صحي والكسل والتدخين.
لمزيد من المعلومات ولمعرفة المخاطر التي يمكن أن تهدد صحة القلب والخطوات الممكن اتخاذها للحد منها، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني knowyourheart.clevelandclinicabudhabi.ae.