استخدم الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" حقن البوتوكس، التي ترتبط عادة بإجراءات التجميل والقضاء على التجاعيد، للسيطرة على سلس البول لدى مريض إماراتي متزوج، مما أسهم في تخليصه من الأعراض المحرجة وتحسين جودة حياته.
وقال د. زكي الملاح، استشاري أمراض المسالك البولية ورئيس مركز المثانة في معهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أن المريض البالغ من العمر 31 عاماً أصيب بمرض التصلب العصبي المتعدد وهو في الـ15 من عمره، وهذا ما أدى إلى معاناته من سلس البول القهري، أو ما يعرف باسم فرط نشاط المثانة، الذي يسبب الشعور بالحاجة المفاجئة للتبول وتسرب البول وينجم عن فرط نشاط وتشنجات عضلة المثانة.
يمكن أن يكون البوتوكس، وهو علاج مرخص لكثير من الأمراض، فعالاً بشكل خاص لعلاج بعض المرضى الذين يعانون من مشاكل مثانة. وفي مثل هذه الحالة يلجأ الأطباء إلى استخدام إجراء قليل البضع يستغرق أقل من ساعة لحقن البوتوكس في عضلة المثانة باستخدام المنظار، وهو عبارة عن أنبوب رفيع مزود بكاميرا وضوء في نهايته. يتم إدخال المنظار في الحالب وتمريره إلى أن يصل إلى المثانة فيستطيع الجراح إعطاء الحقنة بدقة.
وأوضح د. الملاح أن فرط المثانة يصيب الملايين من الناس حول العالم، إضافة إلى أن هذه المشكلة شائعة لدى نحو 80 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من التصلب العصبي المتعدد.
وأضاف د. الملاح: "سلس البول يؤثر كثيراً على جودة حياة الكثير من المرضى. لكن هذا العلاج يفيد في السيطرة على الحالة، إذ يعمل البوتوكس على إرخاء عضلة المثانة مما يساعد المريض على تخزين كمية أكبر من البول ويقلل من أعراض فرط نشاط المثانة. تستغرق الحقنة إلى ما يتراوح بين 10 إلى 14 يوماً ليبدأ مفعولها الذي يستمر لمدة 12 شهراً لا يحتاج خلالها المريض لأخذ حقنة أخرى".
من جهته، أشار المريض إلى أنه سعى للحصول على العلاج في أماكن داخل الدولة وفي الهند وكوريا الجنوبية، لكنه لم يستطع إيجاد علاج فعال للسيطرة على أعراضه. وقال: "نصحني أصدقائي باستشارة د. الملاح، واستطعت أخيراً الحصول على العلاج اللازم هنا داخل الدولة وسط الأهل والأصدقاء، وكان لذلك بالغ الأثر على حياتي. كان المرض يسبب لي الكثير من الإحراج في حياتي اليومية، لكنني لمست تغييراً هائلاً منذ أن تلقيت العلاج".
يوفر مركز المثانة التابع لمعهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" مجموعة من علاجات السلس البولي، مثل رافعات المثانة وحقن البوتوكس وتحفيز الأعصاب الجذعية التي تعتمد على التحفيز الكهربائي لأعصاب المثانة العجزية.